:icon18:
:icon18: :icon18: :NoCoT: :NoCoT: :NoCoT: :NoCoT:
الحكومة تكفي فلماذا الرئيس؟! |
:FlagLeb: :FlagLeb: :FlagLeb: :FlagLeb: :FlagLeb: :FlagLeb: :FlagLeb: :FlagLeb: :FlagLeb: :FlagLeb: :FlagLeb: | |
لا نعرف، على وجه الدقة، ما قصده الرئيس الأميركي جورج بوش بتلك الجملة المعترضة التي خص بها لبنان، خلال مروره العابر في أجواء مصر للقاء الرئيس حسني مبارك في شرم الشيخ، مختتماً به جولته المظفرة في أقطار النفط العربي حيث راقصه حكّامها «العرضة» والسيف المذهّب في يده.. هل كان قصد الرئيس الأميركي معاقبة اللبنانيين بإلغاء الانتخابات الرئاسية واستبقاء حكومة السنيورة، ولو بتراء، إلى ما شاء الله، نتيجة التفجير الإرهابي الذي استهدف أمس الأول واحدة من سيارات السفارة الأميركية في بيروت، برغم أن لبنان كله، وبمختلف التيارات والاتجاهات السياسية فيه قد استنكر هذه الجريمة التي أودت بحياة ثلاثة أبرياء (مواطنان وعامل سوري عابر..). .. أم أن الرئيس الأميركي قد قصد بأمر العمليات الذي أصدره ـ وبحضور الرئيس المصري ـ إنهاء المبادرة التي صدرت عن جامعة الدول العربية وباسمها، وإعطاء إجازة مفتوحة لأمينها العام عمرو موسى الذي كان ـ في الوقت ذاته ـ يستقل الطائرة عائداً إلى بيروت لتجديد محاولته توضيح الإبهام المقصود في المبادرة التي يتبدى الآن وكأنها هدفت إلى تبرئة الذمة أكثر من تحقيق المصالحة الوطنية، برعاية عربية، من حول عهد جديد قوامه رئيس للجمهورية وحكومة وحدة وطنية، لا هي بتراء ولا عرجاء ولا شوهاء بل تحقق الشعار اللبناني الخالد في تكاذبه: لا غالب ولا مغلوب؟! أم أن الأمر يتجاوز ذلك كله، إذا ما أخذنا أسرارهم من وزير خارجية مصر أحمد أبو الغيط، الذي ربط القمة العربية بالتزام سوريا تفسيره هو للمبادرة التي كُتبت صيغتها المبهمة في منزل عمرو موسى بالقاهرة، وبحضوره إلى جانب أربعة وزراء خارجية عرب، والتي تركت صيغتها حمّالة أوجه بقصد مقصود ليمكن استخدام إبهامها في أغراض عدة؟! كنا بالعهد الجديد في لبنان وكيف يستنقذ من قلب حومة الخلافات العربية المتعاظم احتدامها، فإذا بالشأن اللبناني يصبح موضع استثمار (أو تهديد؟) في السماح بانعقاد القمة العربية في دمشق أو حرمان العاصمة السورية من نعمتها. إن هذا التصريح القاطع في وضوحه والذي أطلقه الرئيس الأميركي كخاتمة لجولته العربية المكتنزة بالإنجازات الذهبية، يعيد الأزمة في لبنان إلى المربع الأول، ويضفي مشروعية على إعادة طرح العديد من الأسئلة والتساؤلات، من بينها وعلى سبيل المثال لا الحصر: ÷ هل كانت الإدارة الأميركية تريد فعلاً انتخاب رئيس جديد للجمهورية في لبنان، أم أنها منذ اللحظة الأولى كانت ترغب ـ حقيقة ـ في إطالة أمد الفراغ واستبقاء الحكومة البتراء في السرايا؟! ÷ لقد صدرت مواقف عدة عن الإدارة الأميركية تزكي فيها استبقاء حكومة السنيورة على حساب احتمالات انتخاب رئيس جديد.. وما زالت طرية في الذاكرة تصريحات كبار المسؤولين الأميركيين، وأولهم رئيسهم جورج بوش الذي حرّض قوى الموالاة على انتخاب رئيس منهم بأكثرية النصف زائداً واحداً... بمعنى آخر: على عدم الانتخاب!! ÷ كذلك فإن المبعوث الأميركي الخاص ديفيد ولش قالها صريحة في بيروت، وبعد زيارة تطمين للبطريرك الماروني حول اهتمام إدارته بمستقبل المسيحيين في لبنان، محدداً الخيار ـ أمام المعارضة ـ: إما انتخاب الرئيس بشروط الموالاة، أو استبقاء حكومة السنيورة إلى ما شاء الله. ÷ بالمقابل فإن الظروف التي طرحت فيها قيادة الموالاة ترشيح قائد الجيش لمنصب الرئيس، من فوق رأس جميع القوى السياسية، بمن فيهم أقطاب في الموالاة، قد أثارت الريبة وطرحت تساؤلات جدية عما إذا كان هذا الترشيح لشطب العماد ميشال سليمان من قائمة المرشحين أم لتزكيته؟ أما عودة الخلافات العربية إلى التفجّر من حول العنوان اللبناني فليست مفاجئة، وأبسط دليل أن المبادرة التي أُطلقت من بيت عمرو موسى في القاهرة كانت حمّالة أوجه بحيث إن غموض النص الليلي قد انتهى تباعداً سرعان ما صار تنافراً في الصباح، وها هو ينذر بأن يصير تصادماً قد يطيح القمة العربية المقرّرة في دمشق. لا مجال للاجتهاد بعد أمر العمليات الذي أصدره الرئيس الأميركي. لقد غرقت انتخابات الرئاسة في لبنان في خضم الصراعات العربية ـ العربية مجدداً. وها هو الرئيس الأميركي جورج بوش العائد متوجاً على أقطار الثروة العربية يتولى شخصياً قيادة هذه المعركة، وفي يده سيف ملكي مذهّب. مع ذلك سيكابر عمرو موسى، الذي يفرض موقعه عليه الصبر وإشاعة التفاؤل وتطمين الخائفين حتى والقلق يسهده ويحرمه النوم، وسيواصل مهمته التي صدر الأمر بإعدامها.. ولأن واجبه يلزمه بأن يظل يحاول ويحاول ولا ييأس فإنه سيذهب غداً إلى دمشق وهو يعرف سلفاً أن لقاءاته فيها لن تكون مبهجة. أما اللبنانيون فلهم الله... في انتظار أن يشفق عليهم إخوتهم العرب فيتفقوا معهم بدل أن يختلفوا عليهم. ويأمل اللبنانيون أن يكون إخوتهم العرب أرأف بهم من الإدارة الأميركية، التي ستظل «غريبة» بين أشقاء.. مفترضين! |