الشعر والقصيدة هما غناء اللغة
الشعر الذي هو على اتصال مباشر بالفكر وبالفلسفة ,وبالمعاناة يصلنا محمولا" على مركبة الشعور المرصعة بأبجدية اللغة وموسيقى الحروف وإيقاع انتظامها داخل موقدة الشاعر وموهبته .
الشعر هو غناء اللغة , وهذا ما يميزه عن بقية أصناف الكتابة , القصيدة المغناة لا تقل أهمية عن قدسية القصيدة المكتملة , ولعل توهم من أطلقوا على أنفسهم أسم (شعراء ألأغنية ) بأن ما يكتب للغناء عليه ان يكون مختلفا" عن الشعر حيكة واسلوبا" ومعنى . أوقعهم جميعا" في ألأستسهال واللامعنى .
القصيدة أساس ثابت في ألأغنية وإلا فلم كان اسم الشاعر في العهود الماضية المغني .
الشعر والقصيدة في الأثنين معا" , الشاعر الحقيقي قادر على إمساك جذوة الشعر في كل اللغات وأللهجات .
فحين يقول الشاعر (جوزيف حرب ) على لسان فيروز في أغنية ؟ ( اسوارة العروس )
لما بغني اسمك بشوف صوتي غلي , إيدي صارت غيمي وجبيني عيلي .
يصعد بالشعر الى أفصاه رغم انه اعتمد اللهجة اللبنانية في كتابته
وكذلك يفعل ألأخوان ( رحباني ) في معظم ما كتباه من قصائد مغناة بألهجة العامية على الرغم من البساطة التي امتاز فيها في التعبير عن حالات الأنسان , كل انسان وهذا ما يعطي اليقين بأن العفوية في كثير من الأحيان تكون لهب الكلام المغني وضوءه , العفوية الصادقة وليس المكتملة .
وفي سيلق العفوية عينها يأتي زكي ناصيف ليقدم أغنياته المستمدة من محيطه كلاما" ونغما" والتي ستبقى معظمها تراثا" يؤول الى ساحة الفلكلور الخالد .
ولعلى البعض يخشى من غناء القصيدة الفصحى على انها صعبة على التلحين وألأداء .
وشاميات سعيد عقل التي غنتها فيروز تثبت العكس تماما"
وقصائد عديدة قدمها فنانون وفنانات استحقت النجاح , إذا لون الكلام واسلوب القصيدة ليس عقبة أمام ألأغنية ناجحة .
العقبة في خلوالكلام من فحوى الكلام الشعري , والسرعة في إنجازه ليكون تحت الطلب فارغا" بلا معنى , المهم ان تتناسب أوزانه وإيقاعاته , وان يستبدل مباشرة بشيك ممهور باسم أي مؤد سواء تناسب صوته مع القصيدة وما تعنيه أو الصوت الذي سيحمل القصيدة الى المستمع .
وهنا تكون أمام هامش كبير للعقبات , عقبات نجاح ألأغنية , او طرحنا سؤلا" ؟؟ من يغني اليوم , وكم عدد المغنين والمغنيات في العالم العربي . لكانت ألاجابة مثيرة للسخرية والشفقة ,
هناك أرقام تتعدى مئات ألألوف ولو غربلناها جيدا" لكان زؤانها أكثر من قمحها بأضعاف ألأضعاف .
ألأصول عندنا إذن فلم الخوف ?
يبادر ثلاثة للأغنية أسس ثلاثة على المشتغلين فيها ان يعوها لتصلح الحال ,
( القصيدة والصوت والموسيقى )
ثلاثة أقانيم , نعيش اليوم في أزمة , ولدينا شعراء كبار ومغنون مهمون وموسيقيون يحتاجون الى الصحو .
كي لا ينمحي الضاعر كما الزبد تكتسحه الموجة العالية , لا بد أولا" من اعتماد الصدق مع الكلمة .
ولا بد ثانيا" من اعتماده المصداقية مع الواقع كحياة , وعليه دائما" ودائما" ان يكون الشاعر الكشاف والسباق والمنارة .