المعرفة منهم من يستخدمها للفهم ومنهم للجهل
علتنا اننا نجهل ونجهل اننا نجهل , ونجهل كيف نعرف لنسير في طريق المعرفة .
المعرفة هي التي تعطي الوجود قيمة لا يمكن ان تكون بدونها , والذين يستغنون عن المعرفة الانسانية . لتقرير الحقيقة ولقيامها يفترضون معرفة اخرى لهذه الحقيقة .
ولكن لا يكفي تحديد الوجود لقيام الحقيقة فالوجود يجب ان يصير معرفة ليكون حقيقة .
المعرفة هي صك شرعية الوجود يمنحها العقل الانساني وسبب ذلك ان المعرفة قيمة انسانية وكذلك الحقيقة , والانسان قيمة القيم وهو المقياس بشرط ان نفهم بالانسان ,الانسان المجتمع لا الفرد .
ان افتراض المجهول لا يكون حقيقة , ولكن إذا اخطأ الانسان فكيف يصلح خطأه . بما ان الانسان الفرد ليس مقياسا" للحقيقة وكذلك فأن حواسه ليست هي المقياس
فاصلاح الخطأ يكون بتفاعل امكانيات المجتمع وبتعاونهم على اكتشاف الاشياء .
إذا غلط امرؤفي استنتاج او تأويل او حس ما فيصلح خطأه باستنتاج امرىء اخر او تأويله او حسه الصحيح .
إذا غلط إبن امتك فلا تجعل من غلطه سببا" لعداوة داخلية ،بل أعمل على اصلاحه .
لكن ما هي شروط المعرفة الصحيحة ؟
من شروط المعرفة هو التعين والوضوح لأن الوضوح هو الحالة الطبيعية للذات المدركة الواعية الفاهمة .
ألتعين هو شرط الوضوح , وكل لا وضوح لا يمكن ان يكون قاعدة لأي حقيقية .
والوضوح قاعدة مهمة في التفكير , الوضوح هو معرفة الامور والاشياء معرفة صحيحة , هو قاعدة لا بد من اتباعها في اية قضية للفكر الانساني وللحياة الانسانية .
الوضوح هو المعرفة الصحيحة , هو الذي يمنح الفكر القوة والتماسك , اما عدم الوضوح فيقود الى الاضطراب والبلبلة والى عدم الاصالة في الرؤية .
نحن لا نقول بالعلم من اجل العلم , ولا بالمعرفة من اجل المعرفة , لأن العلم الذي لا ينفع كالجهالة التي لا تضر .
اننا ندعو الى التفكير العملي , التفكير العملي هو التفكير الذي يكون من ورائه قصد وارادة يدفعان صاحبهما الى العمل .
المعرفة عندنا تعني تجسداتها في المجتمع , ان قيمة عقل الانسان تظهر في مقدار تفكيره ونوعه , والدليل على نوع هذه القيمة واهميتها يظهر في نتائج التفكير المتجلية في الحياة الاجتماعية .
ولهذا السبب ندعو الى معالجة اسرار الوجود ومشاكله ومجابهة العالم لتحسين الحياة وارتقائها بدل الضياع في معالجة مسائل لا تقبل الحل .
لسنا من الذين يصرفون نظرهم من شؤون الوجود الى ما وراء الوجود , بل من الذين يرمون بطبيعة وجودهم الى تحقيق وجود سام جميل في هذه الحياة والى استمرار هذه الحياة سامية جميلة .
وتلك الدعوة الى اكتناه الوجود والحياة ما هي الا الاستمرار لحظ الفكر الذي انصب على قضايا الحياة , وتمرد وثار على النفسية الشرقية المعروفة بانصرافها عن الوجود الى القضايا والمسائل الخفية .
كيان النفس هو في الوجود ولأجل الوجود , مهما كانت طبيعة هذا الوجود في ذاته, ومهما كانت علته , وليس لأجل الفناء في وحدة الوجود