فلسطين جنوب؟ سورية بلاد الشام وقلبها النابض
نحن لا نعرف إذا كان ميساق منظمة التحرير الفلسطينية ينص على ان سيناء أرض فلسطينية أو انه يتجاهل ذلك .ولكن نعرف ان ميساق المنظمة يصر على تحرير كامل التراب الفلسطيني .
كما نعرف ويعرف الجميع أن المنظمة هي الممثلة الوحيدة والشرعية للشعب في فلسطين ولا أقول الشعب الفلسطيني اتقاء للنظرة الكيانية وواقع التجزئة فالتسميات المشوهه قادتنا الى وقائع مشوهه وسيناء دليل على ذلك وها أراني مدفوعا" الى السؤال دفعا" ـ لماذا لم تطالب منظمة التحرير بتحرير سيناء ؟ لماذا لم ترفع الصوت عاليا" عندما وقع (السادات ) اتفاقية الصلح وألأستسلام مع ( اسرائيل ) ومن ضمنها أرض سيناء ونفط سيناء والمركز ألأسترتيجي لسيناء .
قد تكون هناك بعض المصالح , بعض المسايرة , بعض تجنب ‘ إزعاج مصر . عدم خسارتها بل ربحها لقضية فلسطين وهي ما هي وما تملك من طاقات قبل ألأتفاقية ولكن بعدها ماذا يمنع؟
بل ماذا ينفع السكوت ؟ وأية خسارة في ان تقف منظمة التحرير وتقول للعالم سيناء أرض فلسطينية ولا يحق لا لمصر ولا لأية بلد عربي ان يفاوض بأسمها . هي جزء من فلسطين ونحن ممثلون لها أرضا" وشعبا" .
وبدل أن يتصدى ألأخ ابو عمار في جرأة للمندوب المصري في مؤتمر هافانا ويقول له بعتم القدس بجفنة من رمال سيناء , ماذا لو وقف أمام العالم واتهمه باقتطاع سيناء من فلسطين .
فحبات الرمال في سيناء غالية جدا" ومقدسة أيضا" لأنها فلسطينية ؟ أي وضع محرج سيكون للسادات ونظامه ؟ أي انتهاك لأتفاقية كامب دايفد وسيناء حلقة أساسية من حلقاتها ؟ لتأييد العالم المتزايد للقضية الفلسطينية لماذا لا نستسمره في استرداد سيناء ولو حقوقيا" إن لم يكن واقعيا" ولماذا نترك للسادات هذا الرصيد بين يديه يتأمر به علينا؟ الدول التي تقف مع القضية الفلسطينية ستقف معها في قضية سيناء طالما انها وقفت ضد أميركا واسرائيل فلماذا تفويت هذه الفرصة التاريخية؟ الحقوق التاريخية ثابتة . الظرف السياسي العالمي مؤات, المناخ العربي ضد السادات إن لم يكن كليا" فهو أفضل مما كان عليه في يوم من ألأيام . بل لماذا لا تضع الثورة الفلسطينية ألأنظمة العربية أمام هذا الواقع ؟ ولو فرضنا أن هناك بعض الخسارة السياسية فألربح القومي هو الربح ألأخير وألأكيد .
ولكن لماذا أهملت وتهمل بغداد ودمشق هذا ألأمر ؟ هل ما تزال تأمل في عودة السادات وقتها الى الحظيرة العربية ؟ هل ينال من عروبتها إذا كانت سيناء فلسطينية لا مصرية ؟ هل تخاف ان تتهم وهي الداعية الى الوحدة العربية بأنها تدعو الى التجزئة والتفرقة ؟ ولكن أي تهم كهذه تصح وتقوم مع ما قام به السادات ؟ وأية تجزئة وتفرقة أن نطالب بحق قومي سيصبح تحت السيطرة ألأسرائلية ؟ ولو سلمنا جدلا" من ضمن نظرة أن ألأقطار العربية أمة واحدة فلماذا تأييد البولساريو في إقامة كيان ودولة في الصحراء المغربية وهل صحراء المغرب بطلت عربية أم هي أهم وأغلى من صحراء سيناء ؟ أم أن النحاس هناك غير النحاس والنفط هنا ؟
مؤتمر بغداد ألأخير لو وقفت فيه الثورة الفلسطينية وأعلنت موقفها وأيدتها دمشق وبغداد وبعض أقول بعض الدول العربية لا نفتح باب كبير في جدار ( السادات ) واسرائيل وأميركا .
ولكان مؤتمر(هافانا ) جاء مصداقا" وسندا" وعاصفة على السادات لا يقوى على ردها .
وقتها كانت ذكرى زيارات السادات لأسرائيل , وفيه أيضا" مؤتمر عالمي في البرتغال لنصرة الشعب العربي وقضاياه وفي طليعتها قضية فلسطين . المؤتمر يقيمه , مؤتمر الشعب العربي , الذي انعقد مرات عدة وفي دول كثيرة وهو المؤلف من أحزاب طليعية في العالم العربي ومن الثورة الفلسطينية أيضا" . لماذا لا يتم مسبقا" بين المشتركين الأعداد لطرح رمال سيناء في وجه الثالوث غير المقدس اسرائيل وأميركا والسادات ؟ لماذا لا تعد لذلك الدراسات وطرق الاعلام والتنسيق الكامل ؟ هل فات ألأوان ؟ أليس أن تأتي آجلا" خير من أن لا تأتي أبدا" .
قد يكون لبعض ألأنظمة منطق العلاقات الدولية والتخوف من إثارة حساسيات وخلافات , وخلافات ألأنظمة قائمة وليس من ينكرها , ولكن أي عذر للأحزاب الطليعية العقائدية في ذلك وأي عذر لمنظمة التحرير وهي المؤتمنة على كامل التراب الفلسطيني غير القابل للتصرف حسب قولها ومنطقها ؟
نعم وألف نعم
ماذا ؟ دعوة قومية ! نعم وألف نعم نحن هكذا وسنبقى على حساب السياسة وحساباتها ومناوراتها , ندعو ونعمل ونناضل ونقبل التهم لأجل حقوقنا القومية التاريخية . إذا كانت محبتنا للقومية خيانة فنحن أكبر الخونة حتى تزول أخر عصبية عند أخر أمة من ألأمم , فلسنا بمتنازلين عن حقوقنا لأجل سلام أمم أخرى ومصالحها. يكفينا أن طبيعة قوميتنا محبة منفتحة معطاء متفاعلة أبدا" عبر كل تاريخها , وإن أمتنا دون كل ألأمم أعطت للحضارة وما تزال الرسالة المسكونية رغم تأمر المتأمرين عليها. وللذين يتهموننا نقول دلونا على أمة واحدة قبلت أن تتنازل طالعة عن شبر من أرضها , وخذوا من أرضنا أمتارا" .
ماذا شعوبية ؟
إذا كانت الشعوبية دعوة ضد العروبة فأحرى أن نطلق على ألذين نحروا العروبة وقضاياها وأكلوا لحمها وباعوا جلدها وسحقوا عظمها .
سيناء أرض فلسطينية وفلسطين جنوب سورية (بلاد الشام ) وسورية بلاد الشام أمة عربية في جبهتها وطابعها وارتباطها بالمصير العربي المشترك . العروبة منها انطلقت وبدون سورية بلاد الشام لا عروبة ولا رسالة عربية وكل شبر من ألأرض السورية يتنازل عنه خيانة للعروبة ولسورية ولقوميتها .
لماذا تمييع لموقف الثورة ؟؟ تضييع الثورة في متاهات ؟؟ لا وألف لا , فالثورة لا تكون ربع ثورة ونصف ثورة وإلا بطلت أن تكون ثورة . الثورة تراهن على الظروف والمعادلات ولقاءات المصالح والتناقضات ولكنها تنطلق أول ما تنطلق وتهدف آخر ما تهدف , الرهان على الشعب لتثوير ألأنسان وتحرير ألأرض .
ولقد برهن شعبنا في فلسطين انه شعب الثورة , وعلى الثورة ان تكون ثورة الشعب كل الشعب والارض , كل الارض منذ بداية تاريخنا الى اخر مداره .
ولن تبقى أمتنا مفككة مقسمة الى الابد , كيانات غير قادرة على فرض حقها بقوتها , وحاسبة الذين باعوا او تنازلوا او تغافلوا عن ضياع حبة رمل واحدة من سينـاء .