الولاء للوطن فقط
كلنا شركاء في الوطن متساوون في الحقوق والواجبات, والوطن هو الوحيد الذي يعطي الهوية.
إن الكلام والأحلام والشعارات لم تعد مجدية في صنع الدول والمجتمعات, إذ أن الأرض تدور بسرعة وإن لا نشعر يدورانها وإن حركة التاريخ تتسارع والفجوة بين الأمم تتسع والأمم الغير متحركة تنتظر الموت وإن انتظار الموت أسوأ من الموت نفسه.
وإن الشعوب التي توقف عندها الزمن تختنق لأن مواطنيها أصحاب حقوق ميتة. وإن كل فكر مجتمعي لا يخضع لمنطق الثابت والمتغير يكون في طريقه إلى حتمية تاريخ انتهاء الصلاحية. حقاً, لقد أثبتت ثوابت الفكر السياسي الاقتصادي الاجتماعي نجاعتها في تطور المجتمعات في حقب معينة من تاريخ البشرية, لكن هذه المجتمعات ارتقت إلى حد تجاوز فيه وعيها العقائد المتجمدة التي تحكمه.
أن المقدس الوحيد هو الوطن فقط, وكل مقدس آخر ينتج مفرزات تؤدي إلى شلل متباين لكل مفاصل المجتمع وأخطر ما فيه شلل العقل وإعطاء دور أكبر للغرائز. وإن الفكر الحر هو الذي يراعي حركة تطور المجتمع وبالتالي يولد الاختلاف بالرأي الذي هو أساس للتغيير والتطور وهو شرط لظهور أفكار جديدة تنسجم مع المجتمع.
الاختلاف يعني الحوار الذي يقوم بدون ثوابت مسبقة ويكون على قاعدة احترام الرأي الآخر من دون التشدد والتعصب والانغلاق والتطرف في اليقين بامتلاك الحقيقة, أي باختصار ... الحوار يكون مع الواقع وليس مع الايديولوجيا. وإن الحوار المثمر هو الحوار المتحرر من المقدسات وهذا غير محقق في الأحزاب السياسية الحاضنة للفكر العقائدي الذي هو تغييب لدور العقل وتلاقح كاذب مع الديمقراطية يخدع الغرائز لمرحلة قصيرة يتم بعدها الطلاق. فالفكر الحر هو الحاضن الحقيقي (الطبيعي) للديمقراطية بكل مناحيها وللحرية في التفكير والتعبير.
لم تعرف شعوبنا الوجه الحضاري للمعارضة ولم تمارسها إذ ساد في بلادنا عقلية التسلط والتفرد في القيادة وتمت سياسة التخوين ضد المعارض, فكل معارض خائن يجب أن يعاقب بالإلغاء وكل من يخالفنا في الرأي يكون إما قاصراً أو جاهلاً غبياً.
إن أحزاب السلطة وبعض أحزاب المعارضة في مجتمعانا يحملون نفس العقلية الوصائية .
يختلفون على المحاصصة في توزيع المواقع والمكاسب ويملون عقائدهم على المواطنين ويعملون على تغليف العقول بغلاف الجهل والاتكال على القدرات الخارقة. وإن الأحزاب التي لا تؤمن أن الاختلاف هو ضرورة لا بد منها للتخلص من الدكتاتورية ما هي إلا بديل بلون آخر لهذه الدكتاتورية. تناضل لتهيمن على البلاد وتستعمرها استعماراً وطنياً تحت شعار مواجهة الخطر الخارجي وتكيل الضربات لجميع الحركات الوطنية والديمقراطية في الداخل.
السؤال الذي يطرح نفسه بقوة الآن هو: لماذا لا نستفيد من تجارب الشعوب الأخرى التي أنتجت حكم الحزب الواحد الذي لم يسمح بوجود أحزاب معارضة؟
إن تعددية الآلهة أيام الإغريق ضمنت تعددية الأفكار وأدت إلى حرية التفكير وهذا ما أفرز الديمقراطية التي ارتقت بالمجتمع الذي قدم للبشرية حضارة متميزة وثقافة فرضت بصماتها على العالم حتى الآن. أما التوحيدية التي ولدت في مجتمعاتنا فقد كرست عبادة الفرد وجعلت الإنسان يقبل بالدكتاتورية فخربت بنيته الداخلية وحولت المجتمع إلى مجتمع عبيد.
لم تتحرر شعوب العالم المتقدم من الفردية حتى فصلت بين الدين والدولة,فأنتجت العلمانية التي احترمت الدين بإبعاده عن اللوثات السياسية وفصلت بين العقل والعاطفة. ولدت العلمانية فكانت حلاً يناسب المجتمعات التي تتكون من تنوع من الأقليات العرقية والدينية والمذهبية ذات البنيات الاجتماعية الاقتصادية الثقافية المتباينة فأنتجت مساواة في حق المواطنة. وكانت هذه العلمانية هي الضامن الرئيسي الذي يؤمن ديمقراطية تكفل لجميع الفئات حقوقها السياسية والاقتصادية والفكرية.
اليوم نحن بحاجة ماسة إلى أحزاب سياسية حرة تمثل حقيقة إرادة ومصالح كل فئات الشعب دون استثناء وتطرح مشروعاً عملياً يبين بشفافية حالة المجتمع وكيفية النهوض به في جميع المجالات. أحزاب تؤكد على الرغبة الصادقة في فهم واحترام أفكار الآخرين وآرائهم وشعورهم وتدعم التغيرات الاجتماعية والسياسية بشكل نشوئي. أحزاب تحرر العقل وتخلصه من القيود التي تكبله مسبقاً, وتوفر الحضن الدافئ الذي تنمو فيه العلمانية والديمقراطية. أحزاب تحرر الإنسان من قيود الجهل والظلم والتخلف وتخلصه من العقائد التي تكرس الاستعباد والاستبداد والقمع والتغييب ومختلف أشكال الإرهاب الفكري والنفسي والسياسي. وأخيراً أحزاب تؤكد أن مصلحة الوطن فوق كل مصلحة وإن المقدس الوحيد هو الوطن وكل ما عدا ذلك يكون قابلاً للحوار.
لقد أثبتت شعوب الأمم المتحضرة أنها قادرة أن تحكم نفسها بعد أن تخلصت من العقل الوصائي وصنمية القائد وأبدية الفكر والايدولوجيا, وإن الولاء للوطن فقط .
كلنا شركاء في الوطن متساوون في الحقوق والواجبات, والوطن هو الوحيد الذي يعطي الهوية.
إن الكلام والأحلام والشعارات لم تعد مجدية في صنع الدول والمجتمعات, إذ أن الأرض تدور بسرعة وإن لا نشعر يدورانها وإن حركة التاريخ تتسارع والفجوة بين الأمم تتسع والأمم الغير متحركة تنتظر الموت وإن انتظار الموت أسوأ من الموت نفسه.
وإن الشعوب التي توقف عندها الزمن تختنق لأن مواطنيها أصحاب حقوق ميتة. وإن كل فكر مجتمعي لا يخضع لمنطق الثابت والمتغير يكون في طريقه إلى حتمية تاريخ انتهاء الصلاحية. حقاً, لقد أثبتت ثوابت الفكر السياسي الاقتصادي الاجتماعي نجاعتها في تطور المجتمعات في حقب معينة من تاريخ البشرية, لكن هذه المجتمعات ارتقت إلى حد تجاوز فيه وعيها العقائد المتجمدة التي تحكمه.
أن المقدس الوحيد هو الوطن فقط, وكل مقدس آخر ينتج مفرزات تؤدي إلى شلل متباين لكل مفاصل المجتمع وأخطر ما فيه شلل العقل وإعطاء دور أكبر للغرائز. وإن الفكر الحر هو الذي يراعي حركة تطور المجتمع وبالتالي يولد الاختلاف بالرأي الذي هو أساس للتغيير والتطور وهو شرط لظهور أفكار جديدة تنسجم مع المجتمع.
الاختلاف يعني الحوار الذي يقوم بدون ثوابت مسبقة ويكون على قاعدة احترام الرأي الآخر من دون التشدد والتعصب والانغلاق والتطرف في اليقين بامتلاك الحقيقة, أي باختصار ... الحوار يكون مع الواقع وليس مع الايديولوجيا. وإن الحوار المثمر هو الحوار المتحرر من المقدسات وهذا غير محقق في الأحزاب السياسية الحاضنة للفكر العقائدي الذي هو تغييب لدور العقل وتلاقح كاذب مع الديمقراطية يخدع الغرائز لمرحلة قصيرة يتم بعدها الطلاق. فالفكر الحر هو الحاضن الحقيقي (الطبيعي) للديمقراطية بكل مناحيها وللحرية في التفكير والتعبير.
لم تعرف شعوبنا الوجه الحضاري للمعارضة ولم تمارسها إذ ساد في بلادنا عقلية التسلط والتفرد في القيادة وتمت سياسة التخوين ضد المعارض, فكل معارض خائن يجب أن يعاقب بالإلغاء وكل من يخالفنا في الرأي يكون إما قاصراً أو جاهلاً غبياً.
إن أحزاب السلطة وبعض أحزاب المعارضة في مجتمعانا يحملون نفس العقلية الوصائية .
يختلفون على المحاصصة في توزيع المواقع والمكاسب ويملون عقائدهم على المواطنين ويعملون على تغليف العقول بغلاف الجهل والاتكال على القدرات الخارقة. وإن الأحزاب التي لا تؤمن أن الاختلاف هو ضرورة لا بد منها للتخلص من الدكتاتورية ما هي إلا بديل بلون آخر لهذه الدكتاتورية. تناضل لتهيمن على البلاد وتستعمرها استعماراً وطنياً تحت شعار مواجهة الخطر الخارجي وتكيل الضربات لجميع الحركات الوطنية والديمقراطية في الداخل.
السؤال الذي يطرح نفسه بقوة الآن هو: لماذا لا نستفيد من تجارب الشعوب الأخرى التي أنتجت حكم الحزب الواحد الذي لم يسمح بوجود أحزاب معارضة؟
إن تعددية الآلهة أيام الإغريق ضمنت تعددية الأفكار وأدت إلى حرية التفكير وهذا ما أفرز الديمقراطية التي ارتقت بالمجتمع الذي قدم للبشرية حضارة متميزة وثقافة فرضت بصماتها على العالم حتى الآن. أما التوحيدية التي ولدت في مجتمعاتنا فقد كرست عبادة الفرد وجعلت الإنسان يقبل بالدكتاتورية فخربت بنيته الداخلية وحولت المجتمع إلى مجتمع عبيد.
لم تتحرر شعوب العالم المتقدم من الفردية حتى فصلت بين الدين والدولة,فأنتجت العلمانية التي احترمت الدين بإبعاده عن اللوثات السياسية وفصلت بين العقل والعاطفة. ولدت العلمانية فكانت حلاً يناسب المجتمعات التي تتكون من تنوع من الأقليات العرقية والدينية والمذهبية ذات البنيات الاجتماعية الاقتصادية الثقافية المتباينة فأنتجت مساواة في حق المواطنة. وكانت هذه العلمانية هي الضامن الرئيسي الذي يؤمن ديمقراطية تكفل لجميع الفئات حقوقها السياسية والاقتصادية والفكرية.
اليوم نحن بحاجة ماسة إلى أحزاب سياسية حرة تمثل حقيقة إرادة ومصالح كل فئات الشعب دون استثناء وتطرح مشروعاً عملياً يبين بشفافية حالة المجتمع وكيفية النهوض به في جميع المجالات. أحزاب تؤكد على الرغبة الصادقة في فهم واحترام أفكار الآخرين وآرائهم وشعورهم وتدعم التغيرات الاجتماعية والسياسية بشكل نشوئي. أحزاب تحرر العقل وتخلصه من القيود التي تكبله مسبقاً, وتوفر الحضن الدافئ الذي تنمو فيه العلمانية والديمقراطية. أحزاب تحرر الإنسان من قيود الجهل والظلم والتخلف وتخلصه من العقائد التي تكرس الاستعباد والاستبداد والقمع والتغييب ومختلف أشكال الإرهاب الفكري والنفسي والسياسي. وأخيراً أحزاب تؤكد أن مصلحة الوطن فوق كل مصلحة وإن المقدس الوحيد هو الوطن وكل ما عدا ذلك يكون قابلاً للحوار.
لقد أثبتت شعوب الأمم المتحضرة أنها قادرة أن تحكم نفسها بعد أن تخلصت من العقل الوصائي وصنمية القائد وأبدية الفكر والايدولوجيا, وإن الولاء للوطن فقط .