اسم الكتاب : الحطام والقيام / وقائع من المسيرة الفلسطينية.
المؤلف (مشترك) : علي بدوان، نبيل السهلي.
الناشر : دار الأهالي بدمشق ـ أيلول / سبتمبر 2005.
عدد الصفحات : 220 صفحة من القطع الكبير مع الملاحق.
تتجاوز أهمية الكتاب مجمل المطبوعات العربية المترجمة وغير المترجمة، التي تناولت الحالة الفلس
طينية واشكالياتها عبر مراحل هامة من النضال الوطني الفلسطيني، باعتباره جاء على لسان كاتبين من أهل البيت ومن العاملين في الحقل السياسي والمؤسساتي الفلسطيني، وهما صاحبي خبرة طويلة في تتبع تلافيف وخبايا البيت الفلسطيني على المستوى السياسي العام.
وتتألف مادة الكتاب من تسعة فصول متكاملة، منها فصل خاص بالملاحق التي تغني وتغذي مادة الكتاب. محصورة في 220 صفحة من القطع الكبير.. اضافة الى مقدمة طويلة كتبت تحت عنوان : ذاكرة الأسنان اللبنية، تناول فيها الكاتبان رحلة بناء الوعي الوطني الفلسطيني وتشكله بين أبناء مخيم اليرموك الذين تفتحت عيونهم على الحياة بين أزقة وحواري المخيم، راصدين البناء الهرمي الذي تسامى مع سمو القضية الفلسطينية ورحلة الكفاح الطويلة من الشقاء من أجل البقاء، وفي البحث عن " الوطن والخبز والحرية ". ويروي الكاتبان في المقدمة اياها وبشيء من الجمالية التعبيرية، هذا النزوع الفطري المتشكل مع لبن التخليق الفلسطيني في طرح الأسئلة وتدوين الذاكرة بملف الوطن على لسان ويد من خرج من فلسطين من أجيال النكبة الى دياسبورا الشتات والمنافي القسرية. ويتتبع الكاتبان وفي السياق ذاته نمو بذور الثورة والمقاومة، وبواكير الكفاح الفلسطيني المسلح من خلال الخلايا الأولى التي تشكلت في اليرموك، ورؤيتهم للشهيد الراحل ياسر عرفات لأول مرة في شباط / فبراير 1967 أثناء تشييع الشهيد منهل توفيق شديد أحد المؤسسين لقوات العاصفة وثلة من شهداء العاصفة الذين استشهدوا أثناء وقوع خطأ تدريبي في معسكر الهامة قرب دمشق ...
وفي الفصل الأول : فلسطين الأرض والشعب، يقدم الكاتبان بالأرقام والمعطيات الاحصائية، صورة عن ديمغرافية الشتات الفلسطيني بعد نكبة العام 1948، مشيرين الى أن اعداد الفلسطينيين يتوقع لها أن تصل نحو 18 مليون عام 2025.
وفي الفصل الثاني : الذي حمل عنوان : البدايات / ومخاض الرصاصات الأولى، يغوص المؤلفان عميقاً في التربة والجذور التاريخية التي هيأت لانطلاقة نوى المقاومة الفلسطينية المسلحة، ويتطرقان بشيء من التفاصيل الى الارهاصات وعوامل التأسيس التي بدأت في قطاع غزة وسوريا ولبنان والأردن وأمتدت الى دول الخليج العربي. حيث التربة الخصبة التي ساعدت على نمو وانطلاق شرارات الثورة الفلسطينية المعاصرة. متتبعين نقاط الانعطاف والمراحل الحساسة التي مرت بها الحركة الوطنية الفلسطينية في بداياتها الصعبة، والسمات التي ميزت قادتها المؤسسين والتي مكنتهم من الامساك بالمعادلة الفلسطينية في اطار منظمة التحرير واستقالة الرئيس الأول للمنظمة المرحوم أحمد الشقيري. ومن الطريف أن يورد المؤلفين بعضاً من الوقائع الملفتة للانتباه، منها واقعة محددة عندما حاولت المجموعة المؤسسة لحركة فتح وقبيل الانطلاقة بقليل، استمالة الشقيري ودفعه نحو تبني العمل الفدائي، الا أنه طلب منهم مهلة " استخارة " وكانت النتيجة بعد " استخارته " أن طالب حركة فتح بالتريث قليلاً قبل اطلاق رصاصاتها الأولى.
وفي الفصل الثالث الذي حمل عنوان : أزيز الرصاص … كاتيوشا الحجارة، يناقش ويعرض علي بدوان ونبيل السهلي رحلة البناء العسكري الفلسطيني، منذ صفقة السلاح الجزائرية الأولى لحركة فتح، التي حطت بواسطة طائرتي أنتينوف في مطار المزة بدمشق عام 1965، وصولاً الى مرحلة التجييش التي عاشتها فصائل المقاومة مع تضخم جهازها العسكري واتساع مدى انتشارها من جبهة أغوار الأردن وصولاً الى جنوب لبنان، حتى الخروج الفلسطيني المسلح من بيروت نهاية العام 1982. وانتقال الثقل الفلسطيني رويداً رويداً الى الداخل الفلسطيني، الأمر الذي هيأ بدوره لانطلاق شرارات الانتفاضتين الأولى والثانية، وولادة أجنحة المقاومة العسكرية في الداخل من قاع البنية العريضة من أبناء المخيمات والريف الفلسطيني.
وفي الفصل الرابع : الخطاب السياسي والتنظيمي لقوى المقاومة في الانتفاضة، يناقش بدوان والسهلي الأعمدة الأساسية التي ميزت خطاب المقاومة.
وفي الفصل الخامس : المقاومة ومستقبل العمل الفلسطيني، وفيه يرى المؤلفان وبعد ايراد المعطيات التي أفرزها فعل الأجنحة الفدائية الفلسطينية، أن ثمة ضرورة لترشيد العمل الفدائي المقاوم، والتخلص من النظرة التقديسية للعمل المسلح، فهو في نهاية المطاف وسيلة وليس غاية، ويفترض به أن يتم متناغماً مع برنامج سياسي توافقي فلسطيني.
وفي الفصل السابع : يقف المؤلفان أمام استخلاصات ونتائج تجربة الكتائب العسكرية التي انطلقت في عملها المقاوم ضد التجمعات العسكرية والأمنية الاستيطانية الاسرائيلية داخل مناطق 1967 قبل أن ينتقل لهيبها الى عمق 1948 بعد اقدام قوات الاحتلال على توسيع عمليات الاغتيالات للكوادر العسكرية والسياسية الفلسطينية وللشخصيات ذات الشأن العام، وقبول الكتائب الفدائية بمنطق الهدنة. وعليه، يقول المؤلفين بأن تمدد العمل نحو المرافق المدنية الاسرائيلية داخل فلسطين 1948 لم يخدم الانتفاضة ووضعها على ساحة المبارزة العسكرية غير المتكافئة مع جيش الاحتلال، وأستطاعت اسرائيل الاستفادة منها لتصدير الانتفاضة أمام العالم باعتبارها ظاهرة " ارهابية ".
وفي الفصل الثامن، يقدم المؤلفان صورة بانورامية، وسيرة ذاتية لمجموع القوى والأحزاب الفلسطينية التي نشأت بعد النكبة في مواقع الشتات المختلفة وفي قطاع غزة والضفة الغربية. ويورد الكاتبان السيرة الذاتية لأكثر من (161) تنظيم فلسطيني ( نعم مائة + واحد وستين تنظيماً فلسطينياً) منها تنظيمات تلاشت سريعاً ومنها من بقي لفترة زمنية ومنها من اندمج مع غيره، والقليل منها استمر الى الآن. والطريف مثلاً أن يشير المؤلفان الى أن الشهيد صلاح خلف هو من أطلق على طلائع حرب التحرير الشعبية اسم (الصاعقة/ البالماخ بالعبرية)، وأن تنظيماً فلسطينياً انشق عن الجبهة الشعبية عام 1972 تحت اسم الجبهة الثورية بقيادة العراقي أحمد الفرحان ومن قادته النائب اللبناني السابق ناصر قنديل، وأن المسؤول العسكري لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني العميد الركن أبو جمال عسكر لعب دوراً في عملية الكوماندوز المصرية ورجال الضفادع البحرية في تدمير السفينة الاسرائيلية ايلات، عندما وفر للمجموعة المصرية الاقامة الأمينة داخل قاعدة لجبهة النضال جنوب البحر الميت. وأن تنظيم الشهيد عصام السرطاوي بدء متطرفاً يدعو لخطف الطائرات، كما يورد المؤلفان سيرة تنظيمات لعبت دوراً في أحداث الأردن، وأستغلت أحياناً ككبش فداء مثل : كتائب النصر الفدائية بقيادة طاهر دبلان، ومنظمة فلسطين العربية بقيادة الشهيد أحمد زعرور، والهيئة العاملة لتحرير فلسطين بقيادة الشهيد الدكتور عصام السرطاوي، ولاينسى المؤلفان أن يتوقفا أمام حدث اعتقال الدكتور جورج حبش عام 1968 وتهريبه من سجن " كراكون الشيخ حسن " على يد الشهيد الدكتور وديع حداد، حيث استغل الدكتور حبش فترة اعتقاله التي دامت سبعة أشهر في كتابة وثيقة المؤتمر العام الثاني للجبهة الشعبية …
في الفصل التاسع والأخير، يورد المؤلفان بعض الملاحق والوثائق والمراجع.
وبالنتيجة، الكتاب يوفر بين دفتيه مادة طازجة، ومحاولة لتدوين ونقاش مرحلة من التاريخ الفلسطيني المعاصر، بالرغم من الملاحظات الكثيرة والواسعة التي تعتور منهجية الكتاب ومادته البحثية. ومع هذا، فان الجهد البحثي الملموس بدا واضحاً من خلال حرص كل من السيدين علي بدوان ونبيل السهلي على تدعيم تحليل الموضوع المدروس بكم هائل من المعلومات الموثقة من مصادرها المختلفة وعلى لسان صناع التجربة، مع تجنبهم الوقوع في مطب أخطاء " تناقضات الرواية الشفوية وحتى المكتوبة " هنا وهناك على يد البعض ممن ساهم أو عمل على الدخول في ميدان محاولة تدوين جزءاً هاماً من السيرة والمسيرة الوطنية الفلسطينية.
المؤلف (مشترك) : علي بدوان، نبيل السهلي.
الناشر : دار الأهالي بدمشق ـ أيلول / سبتمبر 2005.
عدد الصفحات : 220 صفحة من القطع الكبير مع الملاحق.
تتجاوز أهمية الكتاب مجمل المطبوعات العربية المترجمة وغير المترجمة، التي تناولت الحالة الفلس
طينية واشكالياتها عبر مراحل هامة من النضال الوطني الفلسطيني، باعتباره جاء على لسان كاتبين من أهل البيت ومن العاملين في الحقل السياسي والمؤسساتي الفلسطيني، وهما صاحبي خبرة طويلة في تتبع تلافيف وخبايا البيت الفلسطيني على المستوى السياسي العام.
وتتألف مادة الكتاب من تسعة فصول متكاملة، منها فصل خاص بالملاحق التي تغني وتغذي مادة الكتاب. محصورة في 220 صفحة من القطع الكبير.. اضافة الى مقدمة طويلة كتبت تحت عنوان : ذاكرة الأسنان اللبنية، تناول فيها الكاتبان رحلة بناء الوعي الوطني الفلسطيني وتشكله بين أبناء مخيم اليرموك الذين تفتحت عيونهم على الحياة بين أزقة وحواري المخيم، راصدين البناء الهرمي الذي تسامى مع سمو القضية الفلسطينية ورحلة الكفاح الطويلة من الشقاء من أجل البقاء، وفي البحث عن " الوطن والخبز والحرية ". ويروي الكاتبان في المقدمة اياها وبشيء من الجمالية التعبيرية، هذا النزوع الفطري المتشكل مع لبن التخليق الفلسطيني في طرح الأسئلة وتدوين الذاكرة بملف الوطن على لسان ويد من خرج من فلسطين من أجيال النكبة الى دياسبورا الشتات والمنافي القسرية. ويتتبع الكاتبان وفي السياق ذاته نمو بذور الثورة والمقاومة، وبواكير الكفاح الفلسطيني المسلح من خلال الخلايا الأولى التي تشكلت في اليرموك، ورؤيتهم للشهيد الراحل ياسر عرفات لأول مرة في شباط / فبراير 1967 أثناء تشييع الشهيد منهل توفيق شديد أحد المؤسسين لقوات العاصفة وثلة من شهداء العاصفة الذين استشهدوا أثناء وقوع خطأ تدريبي في معسكر الهامة قرب دمشق ...
وفي الفصل الأول : فلسطين الأرض والشعب، يقدم الكاتبان بالأرقام والمعطيات الاحصائية، صورة عن ديمغرافية الشتات الفلسطيني بعد نكبة العام 1948، مشيرين الى أن اعداد الفلسطينيين يتوقع لها أن تصل نحو 18 مليون عام 2025.
وفي الفصل الثاني : الذي حمل عنوان : البدايات / ومخاض الرصاصات الأولى، يغوص المؤلفان عميقاً في التربة والجذور التاريخية التي هيأت لانطلاقة نوى المقاومة الفلسطينية المسلحة، ويتطرقان بشيء من التفاصيل الى الارهاصات وعوامل التأسيس التي بدأت في قطاع غزة وسوريا ولبنان والأردن وأمتدت الى دول الخليج العربي. حيث التربة الخصبة التي ساعدت على نمو وانطلاق شرارات الثورة الفلسطينية المعاصرة. متتبعين نقاط الانعطاف والمراحل الحساسة التي مرت بها الحركة الوطنية الفلسطينية في بداياتها الصعبة، والسمات التي ميزت قادتها المؤسسين والتي مكنتهم من الامساك بالمعادلة الفلسطينية في اطار منظمة التحرير واستقالة الرئيس الأول للمنظمة المرحوم أحمد الشقيري. ومن الطريف أن يورد المؤلفين بعضاً من الوقائع الملفتة للانتباه، منها واقعة محددة عندما حاولت المجموعة المؤسسة لحركة فتح وقبيل الانطلاقة بقليل، استمالة الشقيري ودفعه نحو تبني العمل الفدائي، الا أنه طلب منهم مهلة " استخارة " وكانت النتيجة بعد " استخارته " أن طالب حركة فتح بالتريث قليلاً قبل اطلاق رصاصاتها الأولى.
وفي الفصل الثالث الذي حمل عنوان : أزيز الرصاص … كاتيوشا الحجارة، يناقش ويعرض علي بدوان ونبيل السهلي رحلة البناء العسكري الفلسطيني، منذ صفقة السلاح الجزائرية الأولى لحركة فتح، التي حطت بواسطة طائرتي أنتينوف في مطار المزة بدمشق عام 1965، وصولاً الى مرحلة التجييش التي عاشتها فصائل المقاومة مع تضخم جهازها العسكري واتساع مدى انتشارها من جبهة أغوار الأردن وصولاً الى جنوب لبنان، حتى الخروج الفلسطيني المسلح من بيروت نهاية العام 1982. وانتقال الثقل الفلسطيني رويداً رويداً الى الداخل الفلسطيني، الأمر الذي هيأ بدوره لانطلاق شرارات الانتفاضتين الأولى والثانية، وولادة أجنحة المقاومة العسكرية في الداخل من قاع البنية العريضة من أبناء المخيمات والريف الفلسطيني.
وفي الفصل الرابع : الخطاب السياسي والتنظيمي لقوى المقاومة في الانتفاضة، يناقش بدوان والسهلي الأعمدة الأساسية التي ميزت خطاب المقاومة.
وفي الفصل الخامس : المقاومة ومستقبل العمل الفلسطيني، وفيه يرى المؤلفان وبعد ايراد المعطيات التي أفرزها فعل الأجنحة الفدائية الفلسطينية، أن ثمة ضرورة لترشيد العمل الفدائي المقاوم، والتخلص من النظرة التقديسية للعمل المسلح، فهو في نهاية المطاف وسيلة وليس غاية، ويفترض به أن يتم متناغماً مع برنامج سياسي توافقي فلسطيني.
وفي الفصل السابع : يقف المؤلفان أمام استخلاصات ونتائج تجربة الكتائب العسكرية التي انطلقت في عملها المقاوم ضد التجمعات العسكرية والأمنية الاستيطانية الاسرائيلية داخل مناطق 1967 قبل أن ينتقل لهيبها الى عمق 1948 بعد اقدام قوات الاحتلال على توسيع عمليات الاغتيالات للكوادر العسكرية والسياسية الفلسطينية وللشخصيات ذات الشأن العام، وقبول الكتائب الفدائية بمنطق الهدنة. وعليه، يقول المؤلفين بأن تمدد العمل نحو المرافق المدنية الاسرائيلية داخل فلسطين 1948 لم يخدم الانتفاضة ووضعها على ساحة المبارزة العسكرية غير المتكافئة مع جيش الاحتلال، وأستطاعت اسرائيل الاستفادة منها لتصدير الانتفاضة أمام العالم باعتبارها ظاهرة " ارهابية ".
وفي الفصل الثامن، يقدم المؤلفان صورة بانورامية، وسيرة ذاتية لمجموع القوى والأحزاب الفلسطينية التي نشأت بعد النكبة في مواقع الشتات المختلفة وفي قطاع غزة والضفة الغربية. ويورد الكاتبان السيرة الذاتية لأكثر من (161) تنظيم فلسطيني ( نعم مائة + واحد وستين تنظيماً فلسطينياً) منها تنظيمات تلاشت سريعاً ومنها من بقي لفترة زمنية ومنها من اندمج مع غيره، والقليل منها استمر الى الآن. والطريف مثلاً أن يشير المؤلفان الى أن الشهيد صلاح خلف هو من أطلق على طلائع حرب التحرير الشعبية اسم (الصاعقة/ البالماخ بالعبرية)، وأن تنظيماً فلسطينياً انشق عن الجبهة الشعبية عام 1972 تحت اسم الجبهة الثورية بقيادة العراقي أحمد الفرحان ومن قادته النائب اللبناني السابق ناصر قنديل، وأن المسؤول العسكري لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني العميد الركن أبو جمال عسكر لعب دوراً في عملية الكوماندوز المصرية ورجال الضفادع البحرية في تدمير السفينة الاسرائيلية ايلات، عندما وفر للمجموعة المصرية الاقامة الأمينة داخل قاعدة لجبهة النضال جنوب البحر الميت. وأن تنظيم الشهيد عصام السرطاوي بدء متطرفاً يدعو لخطف الطائرات، كما يورد المؤلفان سيرة تنظيمات لعبت دوراً في أحداث الأردن، وأستغلت أحياناً ككبش فداء مثل : كتائب النصر الفدائية بقيادة طاهر دبلان، ومنظمة فلسطين العربية بقيادة الشهيد أحمد زعرور، والهيئة العاملة لتحرير فلسطين بقيادة الشهيد الدكتور عصام السرطاوي، ولاينسى المؤلفان أن يتوقفا أمام حدث اعتقال الدكتور جورج حبش عام 1968 وتهريبه من سجن " كراكون الشيخ حسن " على يد الشهيد الدكتور وديع حداد، حيث استغل الدكتور حبش فترة اعتقاله التي دامت سبعة أشهر في كتابة وثيقة المؤتمر العام الثاني للجبهة الشعبية …
في الفصل التاسع والأخير، يورد المؤلفان بعض الملاحق والوثائق والمراجع.
وبالنتيجة، الكتاب يوفر بين دفتيه مادة طازجة، ومحاولة لتدوين ونقاش مرحلة من التاريخ الفلسطيني المعاصر، بالرغم من الملاحظات الكثيرة والواسعة التي تعتور منهجية الكتاب ومادته البحثية. ومع هذا، فان الجهد البحثي الملموس بدا واضحاً من خلال حرص كل من السيدين علي بدوان ونبيل السهلي على تدعيم تحليل الموضوع المدروس بكم هائل من المعلومات الموثقة من مصادرها المختلفة وعلى لسان صناع التجربة، مع تجنبهم الوقوع في مطب أخطاء " تناقضات الرواية الشفوية وحتى المكتوبة " هنا وهناك على يد البعض ممن ساهم أو عمل على الدخول في ميدان محاولة تدوين جزءاً هاماً من السيرة والمسيرة الوطنية الفلسطينية.