هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

3 مشترك

    دروس الكتمان من حياة سيد الانام

    SaD
    SaD
    ‮‮‮ ‮‮‮‮ ‮‮‮
    ‮‮‮  ‮‮‮‮ ‮‮‮


    ذكر
    عدد الرسائل : 1749
    مزاجي : دروس الكتمان من حياة سيد الانام Na3san11
    تاريخ التسجيل : 07/03/2007

    دروس الكتمان من حياة سيد الانام Empty دروس الكتمان من حياة سيد الانام

    مُساهمة من طرف SaD الأحد يونيو 03, 2007 4:48 pm

    ( لقد كان لكم في رسول الله أُسوةُ حسنةٌ لمن كان يرجو الله واليوم
    ألآخر وذكر الله كثيراً )..
    الكثير منا يثرثر ويتكلم بكل أمر المهم منه والتافه ..فنحن نتكلم عن حياتنا الخاصة وعن أسرارها ونقول هذه صراحة ونتكلم عن أسرارا عملنا ونقول هذه شفافية ..وربما تكلمنا عن عطائنا وما نعمله من خير ونبرر هذا ليقتدي بنا الآخرين !! وأكيد كل مرة يندلق اللسان بالغث والسمين من الكلام المباح والغير مباح , لنا دفاع مناسب وسبب مُبررة غايتهُ لنصد استهجان احدهم جاءنا ناصحاً أو متهكماً على قلة حذرنا في سرد تفاصيل لا تعني الآخرين بشيء بل هي تمسنا أكثر مما تفيدنا ..
    ألأخطر من هذه التفاصيل هي المتعلقة بما يلي .. أولاً- أسرار البيوت ..
    فأنت تفضح عورات بيتك وتهتك حجب تسترك عن عين الفضول !وأعجب لرجال ونساء تصدروا مجالس اللغو بالكلام عن خصوصياتهم وما يدور في بيوتهم وحتى أحرج وأدق التفاصيل الحياتية المعاشة في بيوتهم ..فما الغاية من هذا الهذر ؟ ! هل هو عدم الحرص واللامبالاة بما ينجم من مشاكل قد يسببها لهم صائدي الفضائح وناشري الرذيلة في المجتمع لا يخافون الله تعالى وليس لأحد عندهم من حرمة تحترم .. ثانياً- أسرار العمل ..
    وهذا هو الأخطر .لما له تأثير سيء وواسع بشكل مخيف ..الموظف أعتاد أن يثرثر بتفاصيل عمله متجاهلاً ولربما لغفلته بأن عمله أمانة في عنقه وليس أداء الواجب كما يجب هو كل ما يطلب منه , بل ألأمر الأهم أن تحفظ لهذا العمل أسرار تتعلق بخطط سيره وأدارته وما يتعلق بتفاصيل أخرى تمسه ..ولعل اخطر ما يمكن أن يسرب من عمل ما هو تسريب الإسرار المتعلقة بأمن الدولة وسلامة أمنها الداخلي والخارجي المتمثل بالعمل العسكري للجيوش .
    وما زلت أتذكر كيف أن الأخبار كانت تنشر بيننا نحن المدنيين عن تنقلات الجيش العراقي في حربه الأخيرة مع العدو الأمريكي ..بل نكاد نعرف أدق التفاصيل عن تحركات الجيش وقطاعاته ..هذه الأسرار المبذولة للعامة أكيد تسربت غفلتاً أو عمدا من أهل التخصص في المجال العسكري ..فافتضح أمر تنقلات الجيش وما أسهل أن تنقل هذه المعلومات إلى عملاء الاحتلال الذي نسميه بالطابور الخامس ..
    ونعود إلى حياة المصطفى ودأبه في كتمان الأسرار .. قال تعالى ( وإذا جاءهم أمرٌ من الأمن أو الخوف أذاعوا به , ولو ردوه إلى الرسول والى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم , ولولا فضل الله عليكم ورحمته لا تبعتمُ الشيطانَ ألا قليلاً) سورة النساء . ولقد كان رسول الله عليه الصلاة والسلام حريص كل الحرص على الاستفادة من الكتمان وخاصة في العمل العسكري من غزوات وبعث سرايا استكشافية وغيره من أمور عسكرية تستوجبها مرحلة الجهاد في ذاك الوقت ..ومن الأمثلة الرائعة على أساليب الكتمان في حياته العطرة ..انه أستخدم .. أولاً- ( الرسائل المكتومة ) وهذا قبل أن يستخدمها الألمان في الحرب العالمية الثانية ..إذ كان الرسول عليه الصلاة والسلام لا يخبر بوجهة تقدمه في غزوة ما حتى يبلغ نصف المسافة إلى هدفه وهذا ما فعله عندما أرسل سرية قوامها أثنا عشرة رجلا بقيادة عبد الله بن جحش الاسدي بواجبات استطلاعية ..فأمره بعدم فتح كتابه ألا بعد يومين من مسيره فإذا فتحه وفهم ما فيه مضى في تنفيذه غير مستكره أحداً من أفراد قوته على مرافقته وفعل الرجل ما أومر فلم يتخلف رجل من رجاله وسارعوا إلى تنفيذ كتاب الرسول فورا .
    ثانياً- كتم ما يصيب الجيش من مصاعب ..
    ففي غزوة الأحزاب التي كانت في شوال نكثت بنو قريظة عهدها مع الرسول صلى الله عليه وسلم وذلك بعد تطويق المدينة المنورة من قبل القبائل التي اجتمعت على محاربة الرسول والمسلمين في المدينة فما أذاع الرسول الخبر حتى لا تنهار معنويات الجيش المسلم قبل اكتمال بناء الخندق وإكمال استعداده وعدته وعدده ..ثم بعث رجلاً من المسلمين ليستطلع الأمر في بني قريظة ويلحن بالقول حين رجوعه ولا يفصح حين يتأكد من نقض قريظة للعهد .وحين أكمل المسلمين خططهم للاستعداد اخبرهم ليضعهم عند مسؤولياتهم الكاملة للدفاع عن الإسلام .ثالثاً- التكتم على وجهة حركة ومسيرة الجيش ..لقد أعتمد رسول الله أيهام العدو في أ تجاه مسيره وحركة جيشه ..مثلما فعل عند توجهه نحو خيبر حيث أوهم غطفان أنه يرومها في توجهه نحوها لكنه عاد إلى خيبر حليفتها وأرسل مفرزة إلى ديار غطفان لمباغتها بعد أن تركتها قوات غطفان لمعاونة يهود خيبر .ونجحت المفرزة في ألقاء الرعب في ديار غطفان مما أضطر هذه القوات إلى العودة لديارها لحمايتها وترك خيبر وحدها أمام المسلمين .فنجح بذلك عليه الصلاة والسلام بعزل خيبر عن حليفتها غطفان . فتح مكة .ولعل من أروع دروس الكتمان في حياة المصطفى هي التي نراها في فتح مكة ..إذ أمر أصحابه بانجاز استعداداتهم للحركة وبعث إلى القبائل المسلمة من يخبرها بانجاز استعداداتهم للحركة أيضا .كما أمر أهله أن يجهزوه ولكنه لم يخبر أحداً من المسلمين بوجهته حتى اقرب وأحب الناس إليه من أهل بيته وصحبه .وأرسل سرية إلى (أضم ) .. ليزيد من كتمان وغموض توجهه .حتى أن أبو بكر جاء إلى عائشة وهي تهيئ جهاز رسول الله فقال لها ( أي بنية ! أأمركم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تجهزوه ؟ قالت نعم فتجهز , قال فأين ترينه يريد ؟ ! قالت والله لا أدري ). وعند اقتراب موعد الحركة صرح الرسول بأنه يسير باتجاه مكة المكرمة ولكنه بث عيونه وأرصاده ليحول دون وصول أخباره و اتجاه حركته لأهل قريش . رابعاً- بث أرصاده وعيونه في خارج وداخل المدينة لتحري الأخبار التي قد تضر المجتمع الإسلامي وتمس أمنه ..كان عليه الصلاة والسلام يرسل بعيونه وأرصاده ليطلع على ما يبث داخل أو خارج المدينة من أخبار تضر بالمصلحة العامة في السلم والحرب .فنجحت في دفع أذى المنافقين والضعاف من المسلمين عن الإسلام والمجتمع المسلم وهذا ما حدث عندما سمع عمير بن سعد الأنصاري الأوسي جلاس بن الصامت الذي تخلف عن غزوة تبوك يقول ما لا يليق بمسلم فرفع عمير ما قاله جلاس إلى النبي وكان عمير في كنف جلاس الذي تزوج أمه بعد أبيه فقال عمير لجلاس ( والله ياجلاس ! أنك لأحب الناس إلي وأحسنهم عندي يداً وأُعزه علي أن يصيبه شيء يكرهه .ولقد قلت مقالة لئن رفعتها عليك لأفضحنك , ولئن صمت عليها ليهلكن ديني , ولأحدها أيسر علي من الأخرى ) فحلف جلاس لرسول الله صلى الله عليه وسلم ..( لقد كذب علي عمير , وما قلت ما قال عمير ) فانزل الله عز وجل فيه ( يحلفون بالله ما قالوا , ولقد قالوا كلمة الكفر , وكفروا بعد أسلامهم , وهموا بما لم ينالوا وما نقموا ألا أن أغناهم الله ورسوله من فضله فأن يتوبوا يك خيرا لهم , وما لهم في الأرض من ولي ولا نصير ) فتاب جلاس وحسنت توبته حتى عرف منه الخير والإسلام .فقال النبي لعمير بعد نزول تلك الآية في تصديق ما قاله عن جلاس ( وفت أذنك يا غلام , وصدقك ربك ) .
    ولقد كانت لرسول الله عيون مبثوثة خارج المدينة لمعرفة أخبار الروم والفرس وغيرهم والقبائل المعادية للمسلمين لتجلب له الأخبار التي قد تضر بالمجتمع المسلم . كيف تكتم الأسرار .. ولعل احدنا يتساءل وكيف نكتم أسرارنا ؟! نكتم أسرارنا بالتوقف عن الثرثرة وتغيير هذه العادة المستحكمة فينا وان نعرف أن في الثرثرة خطر على أمن الأمة , وهتك لسترك هذا بما يخص إذاعة أسرارك الخاصة ..وان هذا كله لا يرضي الله تعالى فحرياً بنا السعي إلى مرضاته بترك ما لا يرضيه ..وان نعلم إن السر أمانة وعلينا المحافظة عليها كما يجب . مما قالوا في السر ...
    قال الرسول عليه الصلاة والسلام ( استعينوا على قضاء الحاجات بالكتمان )

    وقال الإمام علي كرم الله وجهه ( سرُك أسيرك , فأن تكلمت به صرت أسيره ).. وقال عمر بن عبد العزيز ( القلوب أوعية الأسرار , والشفاه أقفالها , والألسنة مفاتيحها , فليحفظ كل امرئ مفتاح سره )
    ملاحظة : أحب أن أذكر فضل كتاب المرحوم محمود شيت خطاب المفكر العسكري العراقي المعروف والذي أخذت منه فكرة هذا الموضوع مع التصرف ..فرحم الله هذا العملاق المسلم ونفعه بعمله هذا كما نفعنا به .
    unenana
    unenana
    ‮‮‮ ‮‮‮‮ ‮‮‮
    ‮‮‮  ‮‮‮‮ ‮‮‮


    انثى
    عدد الرسائل : 1298
    تاريخ التسجيل : 04/04/2007

    دروس الكتمان من حياة سيد الانام Empty رد: دروس الكتمان من حياة سيد الانام

    مُساهمة من طرف unenana الأربعاء يونيو 06, 2007 10:15 am

    دروس الكتمان من حياة سيد الانام 7811
    ferrari
    ferrari
    ‮‮‮ ‮‮‮‮ ‮‮‮
    ‮‮‮  ‮‮‮‮ ‮‮‮


    ذكر
    عدد الرسائل : 911
    تاريخ التسجيل : 14/05/2007

    دروس الكتمان من حياة سيد الانام Empty رد: دروس الكتمان من حياة سيد الانام

    مُساهمة من طرف ferrari الخميس يونيو 07, 2007 9:06 pm

    سرُك أسيرك , فأن تكلمت به صرت أسيره


    jazaka allah 5ayran sad

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة نوفمبر 22, 2024 4:03 am