هذه تذكرة بسيطة بفضل يوم الجمعة وبعض أحكام وآداب هذا اليوم المبارك.
أسأل الله تعالى أن ينفعنا بها وأياكم.اللهم آمين.
~~~~~~~~~
لقد اختص الله عز وجل هذه الأمة بخصائص كثيرة، وفضائل جليلة
منها اختصاصه إياها بيوم الجمعة بعد أن أضل عنه اليهود والنصارى
فعن أبي هريرة - رضي الله عنه- قال: قالرسول الله- صلى الله عليه وسلم-:
{أضل الله عن الجمعة من كان قبلنا، فكان لليهود يوم السبت، وكان للنصارى يوم
الأحد، فجاء الله بنا فهدانا ليوم الجمعة، فجعل الجمعة و السبت والأحد، وكذلك هم تبع لنا
يوم القيامة، نحن الآخرون من أهل الدنيا، والأولون يوم القيامة
المقضي بينهم قبل الخلائق.}[رواه مسلم].
*•~-.¸¸,.-~* فضائل يوم الجمعة*•~-.¸¸,.-~*
1) أنه خير الأيام
فعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي- صلى الله عليه وسلم-قال:
{خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه أدخل الجنة،
وفيه أخرج منها، ولا تقوم الساعة إلا في يوم الجمعة}.[رواه مسلم].
2) تضمنه لصلاة الجمعة
التي هي من آكد فروض الاسلام ومن أعظم مجامع المسلمين
ومن تركها تهاونا ختم الله على قلبه كما في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم.
3) أن فيه ساعة يستجاب فيها الدعاء
فعن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- :
{إن في الجمعة ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي يسألالله شيئاً
إلا أعطاه إياه - وقال بيده يقللها} [متفق عليه].
قال ابن القيم بعد أن ذكر الاختلاف في تعيين هذه الساعة:
( وأرجح هذه الأقوال قولان تضمنتها الأحاديث الثابتة:
القول الأول: أنها من جلوس الإمام إلى انقضاء الصلاة،
لحديث ابن عمر أن النبي- صلى الله عليه وسلم-قال:
{هي ما بين أن يجلس الإمام إلى أن تقضى الصلاة}[رواه مسلم].
والقول الثاني: أنها بعد العصر، وهذا أرجح القولين ) [زادالمعاد].
4) أن الصدقة فيه خير من الصدقة في غيره من الأيام.
قال ابن القيم: ( والصدقةفيه بالنسبة إلى سائر أيام الأسبوع كالصدقة في شهر رمضان
بالنسبة إلى سائر الشهوروفي حديث كعب: {...والصدقة فيه أعظم من الصدقة في سائر
الأيام} [موقوف صحيح ولهحكم الرفع].
5) أنه يوم يتجلى الله عز وجل فيه لأوليائه المؤمنين في الجنة
فعن أنس بن مالك- رضي الله عنه-
في قوله عزوجل: "وَلَدَيْنَا مَزِيد"ٌ .[سورة ق:35] قال: (يتجلى لهم في كل جمعة).
6) أنه يوم عيد متكرر كل أسبوع
فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-:
{إن هذا يوم عيد جعله الله للمسلمين فمن جاء الجمعةفليغتسل}الحديث
[رواه ابن ماجه: صحيح الترغيب].
7) أنه يوم تكفر فيه السيئات
فعن سلمان قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: {لا يغتسل رجل يوم الجمعة،
ويتطهر ما استطاع من طهر، ويدهن من دهنه، أو يمس من طيب بيته، ثم يخرج فلا يفرق
بين اثنين، ثم يصلي ما كتب له، ثم ينصت إذا تكلم الإمام إلا غفر له ما بينه وبين الجمعة
الأخرى}[البخاري].
7) أن للماشي إلى الجمعة بكل خطوة أجر سنة صيامها وقيامها
لحديث أوس بن أوس- رضي الله عنه-قال: قال رسولالله- صلى الله عليه وسلم-: {من
غسل واغتسل يوم الجمعة، وبكر وابتكر، ودنا من الإمام فأنصت، كان له بكل خطوة
يخطوها صيام سنة، وقيامها، وذلك على الله يسير}[رواه أحمد وأصحاب السنن وصححه ابن خزيمة].
الله أكبر كل خطوة إلى الجمعة تعدل صيام سنة وقيامها؟.
فأين السابقون إلى تلك الهبات، أين المتعرضون لتلك النفحات"سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا
كَعَرْضِ السَّمَاء وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ
الْعَظِيمِ "[الحديد:21].
9)أن جهنم تسجر - أي تحمى - كل يوم من أيام الأسبوع إلا يوم الجمعة
وذلك تشريفاً لهذا اليوم العظيم.[أنظر: زاد المعاد:1/387].
10)أن الوفاة يوم الجمعة أو ليلتها من علامات حسن الخاتمة حيث يأمن المتوفىفيها من فتنة القبر
فعن ابن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: {ما من مسلم يموت يوم
الجمعة أو ليلة الجمعة، إلا وقاه الله تعالى فتنة القبر}[روه أحمد والترمذي وصححه الألباني].
~¤ô§ô¤~ الجمعة أحكام وآداب ~¤ô§ô¤~
أخي الكريم:يجب على كل مسلم أن يعظم هذا اليوم ويغتنم فضائله وذلك بالتقرب إلى الله تعالى فيه بأنواع
القربات والعبادات، فإن للجمعة أحكاماً وآداباًينبغي أن يتحلى بها كل مسلم.
قال ابن القيم: (وكان من هديه- صلى الله عليه وسلم-تعظيم هذا اليوم وتشريفه وتخصيصه بعبادات
يختص بها عن غيره، وقد اختلف العلماء هل هو أفضل أم يوم عرفة) [زاد المعاد:1/375].
فانظر - يا أخي - كم جمعة مرت عليك مرور الكرام، دون أن تعيرها أدنى اهتمام، بل إن كثيراً من الناس
ينتظر هذا اليوم ليقوم بمعصية الله عز وجل فيه بأنواع المعاصي والمخالفات.
ومن تلك الأحكام والأداب:
1)يستحب أن يقرأ الأمام في فجر الجمعة بسورتي السجدة والإنسان كاملتين
كما كان النبي- صلى الله عليه وسلم-يفعل،ولا يقتصر على بعضهما كما يفعل بعض الأئمة..
2)ويستحب أن يكثر المسلم في هذا اليوم من الصلاة على النبي- صلى الله عليه وسلم-
لحديث أوس بن أوس رضيالله عنه، عن النبي- صلى الله عليه وسلم-قال:{إن من أفضل أيامكم يوم
الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه قبض، وفيه النفخة، وفيه الصعقة، فأكثروا عليّ من الصلاة فيه، فإن صلاتكم
معروضة عليّ}[روه أحمد وأصحاب السنن وصححه النووي وحسنهالمنذري].
3)صلاة الجمعة فرض على كل ذكر حر مكلف مسلم مستوطن ببناء، فلا تجب الجمعة علىمسافر سفر
قصر، ولا على عبد وامرأة، ومن حضرها منهم أجزأته. وتسقط الجمعة بسبب بعض الأعذار كالمرض
والخوف [الشرح الممتع]
4) الاغتسال يوم الجمعة من هدي النبي - صلى الله عليه وسلم-
لقوله عليه الصلاة والسلام: {إذا جاء أحدكم إلى الجمعة فليغتسل}[متفق عليه].
5) التطيب والتسوك ولبس أحسن الثياب
فعن أبي أيوبقال: سمعت رسول الله- صلى الله عليه وسلم-يقول: {من اغتسل يوم الجمعة، ومس من
طيب إن كان له، ولبس من أحسن ثيابه، ثم خرج وعليه السكينة حتى يأتي المسجد، ثم يركع إن بداله، ولم
يؤذ أحداً، ثم أنصت إذا خرج إمامه حتى يصلي، كانت كفارة لما بينهما}[رواه أحمد وصححه ابن خزيمة].
وعن أبي سعيد الخدري- رضي الله عنه- أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم-قال: {غسل يوم الجمعة
على كل محتلم، وسواك، ويمس من الطيب ما قدرعليه}[رواه مسلم].
6) ويستحب التبكير إلى صلاة الجمعة
وهذه سنة كادت تموت، فرحم الله من أحياها.
عن أبي هريرة- رضي الله عنه- عن النبي- صلى الله عليه وسلم-قال:{إذا كان يوم الجمعة وقفت
الملائكة علىأبواب المسجد، فيكتبون الأول فالأول، فمثل المهجر إلى الجمعة كمثل الذي يهدي بدنة،ثم
كالذي يهدي بقرة، ثم كالذي يهدي كبشاً، ثم كالذي يهدي دجاجة، ثم كالذي يهدي بيضة، فإذا خرج الإمام
وقعد على المنبر، طووا صحفهم وجلسوا يسمعون الذكر}[متفق عليه].
إخواني: فأين المتنافسون في الخيرات؟.. أين المبكرون إلى الصلوات؟.. أين أصحاب الهمم والعزمات؟
7) ويستحب أن يشتغل المسلم بالصلاة والذكر وقراءة القرآن حتى يخرج الإمام.
8)ويجب الانصات للخطبة والاهتمام بما يُقال فيها
فعن أبي هريرة- رضي الله عنه-أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم-قال:{إذا قلت لصاحبك: أنصت
يوم الجمعة والإمام يخطب فقد لغوت}[متفق عليه]. وزاد أحمد في روايته: {ومن لغا فليس له في جمعته
تلك شيء}.وعند أبي داوود:{ومن لغا أو تخطى، كانت له ظهراً}[صححه ابنخزيمة].
9) ويستحب قرآءة سورة الكهف
لحديث أبي سعيد الخدري- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: {من قرأ سورة
الكهف يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين}[الحاكم والبيهقي وصححه الألباني].
11)ويكره إفراد يوم الجمعة بصيام وليلته بقيام
لحديث أبي هريرة رضي الله عنه،عن النبي- صلى الله عليه وسلم-قال: {لا تخصوا ليلة الجمعة بقيام،
ولا تخصوا يوم الجمعةبصيام من بين الأيام، إلا أن يكون في صوم يصومه أحدكم}[رواه مسلم].
وعلى من أراد صيامه أن يصوم يوماً قبله أو يوماً بعده لحديث أبي هريرة عن النبي- صلى الله عليه وسلم-
أنه قال: {لا يصومن أحدكم يوم الجمعة، إلاأن يصوم يوماً قبله أو يوماً بعده}[متفق عليه واللفظ للبخاري].
12) أما سنة الجمعة
فقد ورد أن النبي- صلى الله عليه وسلم-كان يصلي بعد الجمعة ركعتين [متفق عليه]. وورد أنه- صلى
الله عليه وسلم-أمر من كان مصلياًبعد الجمعة أن يصلي أربعاً [رواه مسلم].
قال اسحاق: (إن صلى في المسجد يوم الجمعة صلى أربعاً، وإن صلى في بيته صلىركعتين) كل ذلك
جائز.
13) وإذا دخل المسلم المسجد يوم الجمعة والإمام يخطب صلى ركعتين خفيفتين قبل أن يجلس.
لحديث جابر بن عبد الله- رضي الله عنه- قال: جاء سليك الغطفاني يوم الجمعة، والنبي- صلى الله عليه
وسلم-يخطب، فجلس، فقال النبي- صلى الله عليه وسلم-:{إذا جاء أحدكم يوم الجمعة والإمام يخطب،
فليصل ركعتين، ثم ليجلس}[مسلم].
14) ويستحب أن يقرأ الامام في صلاة الجمعة بسورتي:
الجمعة والمنافقون، أو الأعلىوالغاشية، فقد كان النبي- صلى الله عليه وسلم-يقرأ بهن [رواه مسلم].
هذا وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال
وأسأل الله تعالى أن ينفعنا الله وأياكم بهذا التذكرة
أن يجعلها خالصة لوجهه الكريم
وأن يعيننا وأياكم على طاعته وذكره وشكره وحسن عبادته
أنه على ما يشاء قدير.
هذا وما كان من فضل وتوفيق فمن الله وحده.
وما كان من خطأ أو زلل أو نسيان فمني ومن الشيطان
والله ورسوله منه براء.