حدثنا أبو اليمان قال أخبرنا شعيب قال حدثنا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فوالذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده
قوله : ( والذي نفسي بيده )
فيه جواز الحلف على الأمر المهم توكيدا وإن لم يكن هناك مستحلف .
قوله : ( لا يؤمن ) أي : إيمانا كاملا .
قوله : ( أحب )
هو أفعل بمعنى المفعول , وهو مع كثرته على خلاف القياس , وفصل بينه وبين معموله بقوله " إليه " لأن الممتنع الفصل بأجنبي .
قوله : ( من والده وولده )
قدم الوالد للأكثرية لأن كل أحد له والد من غير عكس , وفي رواية النسائي في حديث أنس تقديم الولد على الوالد , وذلك لمزيد الشفقة . ولم تختلف الروايات في ذلك في حديث أبي هريرة هذا , وهو من أفراد البخاري عن مسلم .
ما تتعلم من الحديث
محبة الله ورسوله غاية قصوى، يتوخاها المسلم في أمره كله، ويسعى لنيلها صباح مساء، ويضحي لأجلها بكل أمر من أمور الدنيا؛ إذ هي حجر الزاوية التي يقيم المسلم عليها بنيانه الإيماني، وهي المعيار والمقياس التي يعرف من خلالها المؤمن مدى علاقته بالله ورسوله، قربًا وبعدًا، وقوة وضعفًا .