نساء أوروبا أفصحن عن عقدة أحلامهن: ليتنا خلقنا ذكوراً! وذلك في استفتاء أجرته مجلة "إل" الفرنسية وشاركت فيه شابات ومسنات
ما ردك لو طرحنا عليك هذا السؤال: هل تفضلين أن تكوني رجلاً?!
في كثير من بلدان أوروبا طرحوا هذا السؤال، وجاءت حصيلة الإجابات لتعبر عما يدور في عقل ووجدان المرأة الغربية الآن سيدة كانت أو آنسة، فماذا قلن، في استفتاء أجرته مجلة »إل« الفرنسية أجابت قرابة 60 في المئة من سيدات وآنسات فرنسا بأنهن كن يفضلن لو خلقن ذكوراً! وفي استفتاءات أخرى مماثلة قالت نساء إيطاليا: ولم لا? إن حياة المرأة أصعب وأكثر تعقيداً من حياة الرجل السهلة البسيطة! وفي إنكلترا وافقت قرابة 30 في المئة من نسائها على إجراء عمليات جراحية ليتحولن بموجبها من دنيا الأنوثة على عالم الرجال! أمام هذه النظرة النسائية الرافضة لعالم الأنوثة راح علماء الطب وخبراء علم النفس يحللون ويبحثون عن الأسباب والدوافع الكامنة لدى المرأة الأوروبية الرافضة لعالمها والمتمنية التحول إلى العالم الآخر،عالم الرجولة.
كل امرأة ليست أنثى كاملة
في محاولة لتفسير هذا الاتجاه الرجالي الذي يسيطر على عقلية المرأة الأوروبية حالياً يقول العالم الدكتور الإنكليزي »باس جنيفر«: »إننا جميعاً رجالاً ونساء مزيج من الخصائص الذكرية والأنثوية في الجسد والشخصيته، فلا يوجد ما يمكن أن نطلق عليه الذكر الخالص، أو الأنثى الخالصة«.
ويعلق علماء النفس على رأي الدكتور جنيفر فيقولون: رغم ما حدده عالم الطب في مسألة »ازدواج الجنس« إلا أن المجتمع وضع تعاريف للرجل والأنثى المثاليين، وتقول هذه التعاريف النموذجية إن على الذكر الحقيقي أن يكون طموحاً ومغامراً وقادراً على الحصول على مدخول وافر، ينبغي أن يكون ممارساً لجميع الألعاب الرياضية، والعنيفة خاصة، ويجيد إطلاق الرصاص، وينبغي على هذا الذكر أن يجد متعة وهو بصحبة الرجال الآخرين، دون أن تكون هذه الصحبة أكثر تعقيداً من مجرد صداقة جيدة لا يكون فيها للعواطف العميقة مكان، وعليه أيضاً أن يكون نشيطاً في فراش الزوجية ويفخر بمقدرته على إنجاب الأطفال.
ومن ناحية ثانية نجد أن المجتمعات قد حثت الأنثى المثالية بأن تكون حارة وعاطفية، تتساقط الدموع من عينيها بسرعة، ولها جسد أنثوي ولا ينبغي لهذا الجسد أن يحقق لنفسه أي مكان في عالم الأعمال الشاقة والرياضة العنيفة، ينبغي عليها أن تكون شغوفة بالفنون، وتعتمد على زوجها لتحقيق جميع الأعمال التي تتطلب بذل مجهودات جسدية، كما لا ينبغي لها أن تقود عمليات الممارسة الجنسية في مخدع الزوجية بل تتبع قيادة زوجها في هذا المجال وفي جميع الأوقات.
الأنثى المثالية
ويقول علماء النفس أيضا: إن المرأة القديمة كانت صورة صادقة لهذه الأنثى المثالية التي حددها المجتمع، كانت تفخر بأنوثتها وتسعى دائماً إلى تدعيم وضعها كأنثى، أما امرأة هذا الجيل - وحسب ما تشير إليه الاستفتاءات - فقد تمردت على هذا الوضع، وبدأت الخصائص الذكرية تتحرك في نفسيتها وتدفعها إلى التشبه بالرجال، والمطالبة بالمساواة بهم في كافة مجالات وأعمال الحياة إلى الحد الذي أصبحت فيه تجد نفسها، ربما من دون أن تدري، مدفوعة إلى تفضيل حياة الذكورة وتتمنى لو خلقت رجلاً، ويدلل علماء النفس على ذلك بنتيجة الاستفتاء الذي أجرته مجلة »هي« الإنكليزية بين أكثر من عشرة آلاف سيدة وفتاة إنكليزية ووافقت 30 في المئة منهن على إجراء عمليات جراحية تنقلهن من دنيا المرأة إلى عالم الرجل، ويرى البعض أن موجة المناداة والمطالبة بمساواة المرأة بالرجل والتي اكتسحت العالم الغربي خاصة وبشكل فاق كل الحدود هي التي أثرت على نظرة المرأة لنفسها، ودفعتها إلى إهدار أنوثتها إلى حد التنازل عنها بهذه السهولة، وهكذا تنكرت نساء وآنسات هذا الجيل لجنسهن.
أسعدي بكونك أنثى
»الأبواب أمامنا تتفتح، المستحيل يصبح ممكناً لمجرد أننا نساء، أن كل شيء موضوع في خدمة طبيعتنا المرهفة، أننا نتمتع بقدرة من الحرية لا تتمتع به أية جماعة مهما يكن وضعها في مجتمعنا اليوم، وعلى الرغم مما تكافح من أجله المناضلات في سبل التحرر النسائي فإننا نمتلك كل الحرية إذا شئنا أن نستخدمها وإذا عرفنا كيف نستخدمها، فأية سعادة لبنت حواء أكثر من ذلك!«
هذه الكلمات قالتها الكاتبة الاجتماعية الأميركية »لويز بيرد« رداً على كل المتنكرات والمهدرات لأنوثتهن في كتاب لها بعنوان: »سيدتي، اسعدي بكونك أنثى . ولكن كيف?
تقول السيدة لويز بيرد: نحن النساء أسعد المخلوقات، فنحن نحمل مشاعرنا في جيوبنا لنطلقها متى شئنا، ويكفي أن لنا حرية إطلاق الدموع ونوبات العصبية حينما تخدم أغراضنا، إن كل شيء موضوع في خدمة النصف الحلو فلماذا لا نعمل على إسعاد النصف الآخر المحروم من كثير من الحريات التي نتمتع بها، والنتيجة في النهاية لصالحنا أيضاً، رصيد أكبر من السعادة والحرية.
وتتساءل السيدة لويز بيرد: هل أنت حقاً، أنثى? وتجيب على تساؤلها فتقول: إذا كنت أنثى حقيقية فيجب أن تعترفي قبل كل شيء بأننا كنساء نتمتع بميزة خاصة للغاية ولكننا للأسف ننكرها دائماً، تلك هي الحرية، وتوجه السيدة لويز حديثها إلى النساء جميعاً فتقول: انظرن، هنالك أولاً حرية منح أنفسنا، وأنا لا أتحدث هنا عن »التضحية«، كما أنني لا أتحدث عن »الاستسلام« الطفولي، أنني أتحدث عن العطاء، العطاء بحرية،
إن الحب وظيفتي، ووظيفتك أنت أيضاً، ويالها من طريقة رائعة للحياة، ذلك أن فرصة كوني امرأة، واختياري أن أكون زوجة، لمما يسمح لي بتحول المهمات اليومية إلى ممارسة للحب، فأنا إذ أقوم بالأعباء الروتينية كلها وبطريقة الزوجة الماهرة، إنما أردد كلمة »أحبك« طوال اليوم دائماً وجانب كبير من الليل عندما أشأ أنا، وهو.
إن أعظم حرية تتمتع بها المرأة في نظري هي الحرية في علاقتها الزوجية المرتبطة بنضج الأنوثة، فبالرغم مما سمعت فإننا نتمتع بقدرة ممارسة هذه العلاقة بصورة تفوق قدرة الرجل، إننا أشد الجنسين ميلاً لممارسة هذه العلاقة بغير شك، ومع ذلك فإننا لأسباب خاصة نكافح للإبقاء على سرية هذه الحقيقة!
وهنا أعود وأقول إن الحب وظيفتي، ووظيفتك أنت أيضاً، أعود إلى حرية منح أنفسنا، إلى العطاء، العطاء بحرية من منطق كوني امرأة واختياري أن أكون زوجة أن اختيار الدور متعلق بك: زوجة مزعجة مضجرة أم زوجة محظية مثيرة، أن لك مطلق الحرية في اختيار أي الدورين، أن للزوجة المحظية كل الحرية في أن تكون شيئاً أكثر من مجرد زوجة.
الزوجة المحظية
هي امرأة تجمع لنفسها الحق بكل المميزات، إذ أنها تستطيع تجسيد الأنوثة والحب وكل القيم الغالية طالماً أن سرها يكمن في الحقيقة الواقعة وهي أنها ترفض دور »الزوجة« كما تعلمته، لذلك فإنها تمزق في عقلها رخصة الزواج ومعها كل »الالتزامات والحقوق« التي تنص عليها، فتختار مع كل يوم أن تكون محظيته، امرأته الخاصة.
وتسألك السيدة لويز بيرد: كم من الوقت مضى منذ أن شاركت زوجك في رحلة، أو اشتريت رداء أسود شفافاً لارتدائه في ضوء الشموع? وهل يحتل مخدعك أهمية لديك تفوق أهمية غرفة المعيشة أو غرفة الاستقبال?
وبكلمة أخرى: هل تعبرين لزوجك بكل وسيلة لديك عن أنك، أنت زوجته، تجدينه رجلاً مثيراً جذاباً?
والآن كم أنت مثيرة وجذابة ومرغوبة من زوجك?
أوجه إليك هذه السؤال لأن قلة ضئيلة من الزوجات اللائى يتمتعن بالجاذبية الزوجية حقاً!
وهل تعرفين من الزوجة الجذابة حقاً? هي باختصار الزوجة التي تجد متعة في كونها أنثى بكل ما تفرضه هذه الحالة، وذلك أن الحمل والولادة وتربية الأطفال أمور تؤكد لها سلامتها الأنثوية، وهي أيضاً الزوجة الواثقة من نفسها وأنوثتها وجاذبيتها، كما أنها تعلم الحقيقة الأساسية وهي أن المرأة لا تفقد جاذبيتها حينما تقوم بالغسيل، أو تبدل ملابس طفلها المتسخة، أو حتى عندما تعمل على تبديل إطار السيارة، وإذا كانت تتألق لحضور اجتماع في الجمعية التي تنتمي إليها، فإنها ستبذل مزيداً من التزين للقاء زوجها على مائدة الغذاء، وأهم من هذا كله إنها إنسانة واقعية، ليس بالمعنى الصارم للكلمة، وإنما من حيث أصالة شخصيتها، ذلك أن مثل هذه الزوجة لا تنتحل لنفسها أدواراً لا تناسبها مؤملة بذلك اجتذاب زوجها إليها، والآن، تعلمي إضفاء تلك الأجواء التي من شأنها إثارة المشاعر في نفسك، إنها هناك في الأعماق وأنت قادرة على بعثها من مكانها، إنه أمر مهم أن تتمتعي بالجاذبية في نظر نفسك ومن أجلها، لأنك أنت التي ستجني الفائدة، ولكن حذار من غياب هدف جاذبيتك عن »العين والهدف«، طبعاً وهو زوجك.
سيدتي الزوجة الأنثى، إن في الصمت جاذبية وإثارة لا يجدهما الرجل في الثرثرة باستمرار، ومما لا شك فيه أن شهرة المرأة بالثرثرة لم تنشأ من العدم، فقد يؤثر الزوج الإيواء إلى الفراش لقراءة رواية، ولكن كيف يتحقق له ذلك مع هذا المنولوج الطويل عن الأطفال والجيران وما جرى عندما توقفت الغسالة الكهربائية عن العمل، إذن ينبغي عليك أن تتعلمي فن التحكم في اللسان، وهناك أيضاً، وهذا هو أهم ما في الموضوع، الاستجابة من طرفك، أي أعربي له بالكلمات والأفعال أنك متلهفة دائماً لصحبته والإصغاء إليه ومشاركته عالمه وتفهمه والانجذاب نحوه، عليك يا سيدتي أن تحبي وأن تكوني موضع الحب فتلك هي الجاذبية في الحياة الزوجية ولا غرابة في أننا نحن معشر النساء ندفع الأزواج إلى الحقد على الأطفال بهذا القدر، لقد جعلنا منهم محور حياتنا، نرفض دعوات السهرات ونمتنع عن مصاحبة الأزواج بحجة عدم استطاعتنا ترك أطفالنا، وليس هذا فحسب بل نتوسل إلى أزواجنا أحياناً ألا يطلبوا منا الاستجابة لهم من أجل ممارسة الحب بدعوى أن الأطفال قد استنفذوا طاقتنا.
فيالها من بلاهة إذا كنت لا تستطيعين السيطرة على أطفالنا وأنت في الوقت نفسه ترغبين أن تكوني الزوجة المحظية الجذابة، إنك سيدتي قادرة على الاستمرار في التمتع بحريتك وبشبابك وبحيوتك، وأن تكوني أولاً وأخيراً وأبداً الزوجة المحظية الجذابة وإن كنت أماً لأطفال كثيرين.
إنك إن لم تستغلي هذه المقدرة فلن تكوني قد قضيت على زواجك فحسب بل قد تكونين تخليت عن أطفالك أيضاً، فما من طفل يستحق أما محنطة العواطف، كما لا يستحق أب أن يخلو للعيش مع »شبه أنثى« أو - بمعنى أكثر دقة - مع رجل آخر متخف في صورة امرأة!
ما ردك لو طرحنا عليك هذا السؤال: هل تفضلين أن تكوني رجلاً?!
في كثير من بلدان أوروبا طرحوا هذا السؤال، وجاءت حصيلة الإجابات لتعبر عما يدور في عقل ووجدان المرأة الغربية الآن سيدة كانت أو آنسة، فماذا قلن، في استفتاء أجرته مجلة »إل« الفرنسية أجابت قرابة 60 في المئة من سيدات وآنسات فرنسا بأنهن كن يفضلن لو خلقن ذكوراً! وفي استفتاءات أخرى مماثلة قالت نساء إيطاليا: ولم لا? إن حياة المرأة أصعب وأكثر تعقيداً من حياة الرجل السهلة البسيطة! وفي إنكلترا وافقت قرابة 30 في المئة من نسائها على إجراء عمليات جراحية ليتحولن بموجبها من دنيا الأنوثة على عالم الرجال! أمام هذه النظرة النسائية الرافضة لعالم الأنوثة راح علماء الطب وخبراء علم النفس يحللون ويبحثون عن الأسباب والدوافع الكامنة لدى المرأة الأوروبية الرافضة لعالمها والمتمنية التحول إلى العالم الآخر،عالم الرجولة.
كل امرأة ليست أنثى كاملة
في محاولة لتفسير هذا الاتجاه الرجالي الذي يسيطر على عقلية المرأة الأوروبية حالياً يقول العالم الدكتور الإنكليزي »باس جنيفر«: »إننا جميعاً رجالاً ونساء مزيج من الخصائص الذكرية والأنثوية في الجسد والشخصيته، فلا يوجد ما يمكن أن نطلق عليه الذكر الخالص، أو الأنثى الخالصة«.
ويعلق علماء النفس على رأي الدكتور جنيفر فيقولون: رغم ما حدده عالم الطب في مسألة »ازدواج الجنس« إلا أن المجتمع وضع تعاريف للرجل والأنثى المثاليين، وتقول هذه التعاريف النموذجية إن على الذكر الحقيقي أن يكون طموحاً ومغامراً وقادراً على الحصول على مدخول وافر، ينبغي أن يكون ممارساً لجميع الألعاب الرياضية، والعنيفة خاصة، ويجيد إطلاق الرصاص، وينبغي على هذا الذكر أن يجد متعة وهو بصحبة الرجال الآخرين، دون أن تكون هذه الصحبة أكثر تعقيداً من مجرد صداقة جيدة لا يكون فيها للعواطف العميقة مكان، وعليه أيضاً أن يكون نشيطاً في فراش الزوجية ويفخر بمقدرته على إنجاب الأطفال.
ومن ناحية ثانية نجد أن المجتمعات قد حثت الأنثى المثالية بأن تكون حارة وعاطفية، تتساقط الدموع من عينيها بسرعة، ولها جسد أنثوي ولا ينبغي لهذا الجسد أن يحقق لنفسه أي مكان في عالم الأعمال الشاقة والرياضة العنيفة، ينبغي عليها أن تكون شغوفة بالفنون، وتعتمد على زوجها لتحقيق جميع الأعمال التي تتطلب بذل مجهودات جسدية، كما لا ينبغي لها أن تقود عمليات الممارسة الجنسية في مخدع الزوجية بل تتبع قيادة زوجها في هذا المجال وفي جميع الأوقات.
الأنثى المثالية
ويقول علماء النفس أيضا: إن المرأة القديمة كانت صورة صادقة لهذه الأنثى المثالية التي حددها المجتمع، كانت تفخر بأنوثتها وتسعى دائماً إلى تدعيم وضعها كأنثى، أما امرأة هذا الجيل - وحسب ما تشير إليه الاستفتاءات - فقد تمردت على هذا الوضع، وبدأت الخصائص الذكرية تتحرك في نفسيتها وتدفعها إلى التشبه بالرجال، والمطالبة بالمساواة بهم في كافة مجالات وأعمال الحياة إلى الحد الذي أصبحت فيه تجد نفسها، ربما من دون أن تدري، مدفوعة إلى تفضيل حياة الذكورة وتتمنى لو خلقت رجلاً، ويدلل علماء النفس على ذلك بنتيجة الاستفتاء الذي أجرته مجلة »هي« الإنكليزية بين أكثر من عشرة آلاف سيدة وفتاة إنكليزية ووافقت 30 في المئة منهن على إجراء عمليات جراحية تنقلهن من دنيا المرأة إلى عالم الرجل، ويرى البعض أن موجة المناداة والمطالبة بمساواة المرأة بالرجل والتي اكتسحت العالم الغربي خاصة وبشكل فاق كل الحدود هي التي أثرت على نظرة المرأة لنفسها، ودفعتها إلى إهدار أنوثتها إلى حد التنازل عنها بهذه السهولة، وهكذا تنكرت نساء وآنسات هذا الجيل لجنسهن.
أسعدي بكونك أنثى
»الأبواب أمامنا تتفتح، المستحيل يصبح ممكناً لمجرد أننا نساء، أن كل شيء موضوع في خدمة طبيعتنا المرهفة، أننا نتمتع بقدرة من الحرية لا تتمتع به أية جماعة مهما يكن وضعها في مجتمعنا اليوم، وعلى الرغم مما تكافح من أجله المناضلات في سبل التحرر النسائي فإننا نمتلك كل الحرية إذا شئنا أن نستخدمها وإذا عرفنا كيف نستخدمها، فأية سعادة لبنت حواء أكثر من ذلك!«
هذه الكلمات قالتها الكاتبة الاجتماعية الأميركية »لويز بيرد« رداً على كل المتنكرات والمهدرات لأنوثتهن في كتاب لها بعنوان: »سيدتي، اسعدي بكونك أنثى . ولكن كيف?
تقول السيدة لويز بيرد: نحن النساء أسعد المخلوقات، فنحن نحمل مشاعرنا في جيوبنا لنطلقها متى شئنا، ويكفي أن لنا حرية إطلاق الدموع ونوبات العصبية حينما تخدم أغراضنا، إن كل شيء موضوع في خدمة النصف الحلو فلماذا لا نعمل على إسعاد النصف الآخر المحروم من كثير من الحريات التي نتمتع بها، والنتيجة في النهاية لصالحنا أيضاً، رصيد أكبر من السعادة والحرية.
وتتساءل السيدة لويز بيرد: هل أنت حقاً، أنثى? وتجيب على تساؤلها فتقول: إذا كنت أنثى حقيقية فيجب أن تعترفي قبل كل شيء بأننا كنساء نتمتع بميزة خاصة للغاية ولكننا للأسف ننكرها دائماً، تلك هي الحرية، وتوجه السيدة لويز حديثها إلى النساء جميعاً فتقول: انظرن، هنالك أولاً حرية منح أنفسنا، وأنا لا أتحدث هنا عن »التضحية«، كما أنني لا أتحدث عن »الاستسلام« الطفولي، أنني أتحدث عن العطاء، العطاء بحرية،
إن الحب وظيفتي، ووظيفتك أنت أيضاً، ويالها من طريقة رائعة للحياة، ذلك أن فرصة كوني امرأة، واختياري أن أكون زوجة، لمما يسمح لي بتحول المهمات اليومية إلى ممارسة للحب، فأنا إذ أقوم بالأعباء الروتينية كلها وبطريقة الزوجة الماهرة، إنما أردد كلمة »أحبك« طوال اليوم دائماً وجانب كبير من الليل عندما أشأ أنا، وهو.
إن أعظم حرية تتمتع بها المرأة في نظري هي الحرية في علاقتها الزوجية المرتبطة بنضج الأنوثة، فبالرغم مما سمعت فإننا نتمتع بقدرة ممارسة هذه العلاقة بصورة تفوق قدرة الرجل، إننا أشد الجنسين ميلاً لممارسة هذه العلاقة بغير شك، ومع ذلك فإننا لأسباب خاصة نكافح للإبقاء على سرية هذه الحقيقة!
وهنا أعود وأقول إن الحب وظيفتي، ووظيفتك أنت أيضاً، أعود إلى حرية منح أنفسنا، إلى العطاء، العطاء بحرية من منطق كوني امرأة واختياري أن أكون زوجة أن اختيار الدور متعلق بك: زوجة مزعجة مضجرة أم زوجة محظية مثيرة، أن لك مطلق الحرية في اختيار أي الدورين، أن للزوجة المحظية كل الحرية في أن تكون شيئاً أكثر من مجرد زوجة.
الزوجة المحظية
هي امرأة تجمع لنفسها الحق بكل المميزات، إذ أنها تستطيع تجسيد الأنوثة والحب وكل القيم الغالية طالماً أن سرها يكمن في الحقيقة الواقعة وهي أنها ترفض دور »الزوجة« كما تعلمته، لذلك فإنها تمزق في عقلها رخصة الزواج ومعها كل »الالتزامات والحقوق« التي تنص عليها، فتختار مع كل يوم أن تكون محظيته، امرأته الخاصة.
وتسألك السيدة لويز بيرد: كم من الوقت مضى منذ أن شاركت زوجك في رحلة، أو اشتريت رداء أسود شفافاً لارتدائه في ضوء الشموع? وهل يحتل مخدعك أهمية لديك تفوق أهمية غرفة المعيشة أو غرفة الاستقبال?
وبكلمة أخرى: هل تعبرين لزوجك بكل وسيلة لديك عن أنك، أنت زوجته، تجدينه رجلاً مثيراً جذاباً?
والآن كم أنت مثيرة وجذابة ومرغوبة من زوجك?
أوجه إليك هذه السؤال لأن قلة ضئيلة من الزوجات اللائى يتمتعن بالجاذبية الزوجية حقاً!
وهل تعرفين من الزوجة الجذابة حقاً? هي باختصار الزوجة التي تجد متعة في كونها أنثى بكل ما تفرضه هذه الحالة، وذلك أن الحمل والولادة وتربية الأطفال أمور تؤكد لها سلامتها الأنثوية، وهي أيضاً الزوجة الواثقة من نفسها وأنوثتها وجاذبيتها، كما أنها تعلم الحقيقة الأساسية وهي أن المرأة لا تفقد جاذبيتها حينما تقوم بالغسيل، أو تبدل ملابس طفلها المتسخة، أو حتى عندما تعمل على تبديل إطار السيارة، وإذا كانت تتألق لحضور اجتماع في الجمعية التي تنتمي إليها، فإنها ستبذل مزيداً من التزين للقاء زوجها على مائدة الغذاء، وأهم من هذا كله إنها إنسانة واقعية، ليس بالمعنى الصارم للكلمة، وإنما من حيث أصالة شخصيتها، ذلك أن مثل هذه الزوجة لا تنتحل لنفسها أدواراً لا تناسبها مؤملة بذلك اجتذاب زوجها إليها، والآن، تعلمي إضفاء تلك الأجواء التي من شأنها إثارة المشاعر في نفسك، إنها هناك في الأعماق وأنت قادرة على بعثها من مكانها، إنه أمر مهم أن تتمتعي بالجاذبية في نظر نفسك ومن أجلها، لأنك أنت التي ستجني الفائدة، ولكن حذار من غياب هدف جاذبيتك عن »العين والهدف«، طبعاً وهو زوجك.
سيدتي الزوجة الأنثى، إن في الصمت جاذبية وإثارة لا يجدهما الرجل في الثرثرة باستمرار، ومما لا شك فيه أن شهرة المرأة بالثرثرة لم تنشأ من العدم، فقد يؤثر الزوج الإيواء إلى الفراش لقراءة رواية، ولكن كيف يتحقق له ذلك مع هذا المنولوج الطويل عن الأطفال والجيران وما جرى عندما توقفت الغسالة الكهربائية عن العمل، إذن ينبغي عليك أن تتعلمي فن التحكم في اللسان، وهناك أيضاً، وهذا هو أهم ما في الموضوع، الاستجابة من طرفك، أي أعربي له بالكلمات والأفعال أنك متلهفة دائماً لصحبته والإصغاء إليه ومشاركته عالمه وتفهمه والانجذاب نحوه، عليك يا سيدتي أن تحبي وأن تكوني موضع الحب فتلك هي الجاذبية في الحياة الزوجية ولا غرابة في أننا نحن معشر النساء ندفع الأزواج إلى الحقد على الأطفال بهذا القدر، لقد جعلنا منهم محور حياتنا، نرفض دعوات السهرات ونمتنع عن مصاحبة الأزواج بحجة عدم استطاعتنا ترك أطفالنا، وليس هذا فحسب بل نتوسل إلى أزواجنا أحياناً ألا يطلبوا منا الاستجابة لهم من أجل ممارسة الحب بدعوى أن الأطفال قد استنفذوا طاقتنا.
فيالها من بلاهة إذا كنت لا تستطيعين السيطرة على أطفالنا وأنت في الوقت نفسه ترغبين أن تكوني الزوجة المحظية الجذابة، إنك سيدتي قادرة على الاستمرار في التمتع بحريتك وبشبابك وبحيوتك، وأن تكوني أولاً وأخيراً وأبداً الزوجة المحظية الجذابة وإن كنت أماً لأطفال كثيرين.
إنك إن لم تستغلي هذه المقدرة فلن تكوني قد قضيت على زواجك فحسب بل قد تكونين تخليت عن أطفالك أيضاً، فما من طفل يستحق أما محنطة العواطف، كما لا يستحق أب أن يخلو للعيش مع »شبه أنثى« أو - بمعنى أكثر دقة - مع رجل آخر متخف في صورة امرأة!