لم يعل الإسلام شيئاً مثلما أعلى من شأن الحب، حتى أنه ربطه بالرب سبحانه وتعالى وجعل الله عز وجل هو الغاية التي ينتهي إليها الحب أيا كان نوعه . الإسلام حينما فعل ذلك أراد أن يجرد الحب من كل رباط محسوس، ومن كل رغبة أو شهوة بشرية آنية، تتلاشى لحظة تحققها، ليجعله متصلا بالله مباشرة . فالحب فيه سبحانه أسمى درجات الحب ، ولا يتحقق إيمان بشر، إذا لم يحب الله والرسول صلى الله وعليه وسلم ، ولا يتحقق إيمانه كاملاً إذا لم يحب لأخيه المسلم ما يحب لنفسه.
لقد صار كل حب في الإسلام غايته الحب في الله . وحينما يؤكد الإسلام على هذا الجانب ، فإنه يهدف إلى تجاوز المادي إلى الروحاني .. و الأرضي إلى العلوي السماوي .
كيف ... ؟
إن المادي والأرضي ينتهيان إلى الفناء ، أما الروحاني والعلوي فمصيرهما الخلود . أليس الزواج بين رجل و امرأة هو نتيجة حب، بشكل من الأشكال. تأمل كيف ينظر الإسلام لأنواع الحب التي تؤدي إلى نشوء علاقة بين رجل و امرأة، تقود إلى الزواج.
المال أولاً ثم الجمال (أي ميزات الجسد ) ثم المكانة الاجتماعية وأخيراً الدين بما يعني من تمثل لكافة القيم العليا التي جاء بها الإسلام ، وفي مقدمها حب الله سبحانه، من خلال تنزيهه بالتوحيد ، وأن لا يشرك معه أحداً. الإسلام يثمن عالياً الحب الأخير لأن غايته الله سبحانه ، و ينعي على الفرد تطلعه للأنواع الأخرى. الأنواع الأخرى .. مادية .. زائلة .. مصيرها إلى الفناء : المال يفنى ، والجسد يبلى ، والمكانة الاجتماعية تزول .
لأن الحب طبيعته هكذا ، فإنه يقاوم عوامل الفناء ، بل هو يتجدد باستمرار .. إنه يستمد حياته من الذات العليا ، التي هي مصدر الخلود . إن من طبيعة المادي أنك حينما تمتلكه تزهد فيه ، لأنه يفتقد لخاصية التجدد والتسامي ، التي يملكها الروحاني . أضرب لك مثالاً : ألسنا نشتهي الطعام اللذيذ، وحينما نملكه .. نمله ونزهد فيه. ألسنا نعشق الجمال، فإذا ما أدركناه تطلعنا لآخر غيره .
انظر إلى حسن التعامل ، الأدب ، الأخلاق ، الرحمة ، التعاون. ألسنا إذا ما وجدناها في إنسان تعلقنا به، و كلما ازداد تمثلاً لهذه الخصال، زاد تمسكنا به. الإسلام تعامل مع هذين النوعين .. المادي و الروحاني، على أساس من قدرة كل نوع على منح السعادة ، لأكبر عدد ممكن من الناس ولأطول مدة ممكنة.
الجمال مثلاً، يمكن أن يمنح السعادة والمتعة لشخص واحد فقط، هو ذلك الذي يباشر الجمال .. بطبيعته المحسوسة ، بشكل أولى، ولمدة محدودة، هي الفترة الزمنية التي يكون فيها محتويا على عنصر الحياة والحيوية، قبل أن تأتي على نضارته عوامل الزمن. بل إن الطبيعة المادية المحسوسة له، تجعل الاستمتاع به مرهون بلحظة المباشرة أو اللذة الآنية .
على الجانب الأخر ، خذ الأخلاق كمعادل لجمال الروح ، بما تحويه من رحمة ، وعطف ، وتعاون ، وأدب ، وغيرها من الخصال الحميدة. كم من الناس تمنحهم السعادة ، دون أن يكون لعامل الزمن أثر على امتدادها في عمق الزمان ، أو يمنع من شمولها و تمددها عائق المكان. الحب من هذا النوع يتجاوز الجسد .. ليعانق الروح في أفقها السرمدي .
جمال الروح يمكن أن يوجد في الرجل ، وفي المرأة ، وفي الأبيض و الأسود ، والشيخ والطفل . أما الجمال المادي .. في الجسد .. في المحسوس .. فلا . إنه امتياز خاص ، لفئة محدودة من الناس اختارها الله ، لحكمة يعلمها هو سبحانه .
الحب على أساس من الروح يفتح المجال واسعاً للترقي في مدارج الكمال، فارتباط الروح بالذات العليا، يمنحها القدرة على الإبداع والتسامي .. والزيادة . فنحن نستطيع أن نكون أكثر رحمة، وأكثر عطفا ً، وأكثر تسامحاً مرة بعد مرة، مدفوعين بالحب الأسمى .. حبه سبحانه وتعالى.
لكننا لا نستطيع أن نكون أجمل، وأجسامنا لن تكون أكثر نضارة، وأنفاسنا لن تكون أطيب رائحة .. في كل مرة، لأن الجسد مرتبط بالأرضي الفاني، وجدير بحب كهذا أن يؤول للزوال .
لقد صار كل حب في الإسلام غايته الحب في الله . وحينما يؤكد الإسلام على هذا الجانب ، فإنه يهدف إلى تجاوز المادي إلى الروحاني .. و الأرضي إلى العلوي السماوي .
كيف ... ؟
إن المادي والأرضي ينتهيان إلى الفناء ، أما الروحاني والعلوي فمصيرهما الخلود . أليس الزواج بين رجل و امرأة هو نتيجة حب، بشكل من الأشكال. تأمل كيف ينظر الإسلام لأنواع الحب التي تؤدي إلى نشوء علاقة بين رجل و امرأة، تقود إلى الزواج.
المال أولاً ثم الجمال (أي ميزات الجسد ) ثم المكانة الاجتماعية وأخيراً الدين بما يعني من تمثل لكافة القيم العليا التي جاء بها الإسلام ، وفي مقدمها حب الله سبحانه، من خلال تنزيهه بالتوحيد ، وأن لا يشرك معه أحداً. الإسلام يثمن عالياً الحب الأخير لأن غايته الله سبحانه ، و ينعي على الفرد تطلعه للأنواع الأخرى. الأنواع الأخرى .. مادية .. زائلة .. مصيرها إلى الفناء : المال يفنى ، والجسد يبلى ، والمكانة الاجتماعية تزول .
لأن الحب طبيعته هكذا ، فإنه يقاوم عوامل الفناء ، بل هو يتجدد باستمرار .. إنه يستمد حياته من الذات العليا ، التي هي مصدر الخلود . إن من طبيعة المادي أنك حينما تمتلكه تزهد فيه ، لأنه يفتقد لخاصية التجدد والتسامي ، التي يملكها الروحاني . أضرب لك مثالاً : ألسنا نشتهي الطعام اللذيذ، وحينما نملكه .. نمله ونزهد فيه. ألسنا نعشق الجمال، فإذا ما أدركناه تطلعنا لآخر غيره .
انظر إلى حسن التعامل ، الأدب ، الأخلاق ، الرحمة ، التعاون. ألسنا إذا ما وجدناها في إنسان تعلقنا به، و كلما ازداد تمثلاً لهذه الخصال، زاد تمسكنا به. الإسلام تعامل مع هذين النوعين .. المادي و الروحاني، على أساس من قدرة كل نوع على منح السعادة ، لأكبر عدد ممكن من الناس ولأطول مدة ممكنة.
الجمال مثلاً، يمكن أن يمنح السعادة والمتعة لشخص واحد فقط، هو ذلك الذي يباشر الجمال .. بطبيعته المحسوسة ، بشكل أولى، ولمدة محدودة، هي الفترة الزمنية التي يكون فيها محتويا على عنصر الحياة والحيوية، قبل أن تأتي على نضارته عوامل الزمن. بل إن الطبيعة المادية المحسوسة له، تجعل الاستمتاع به مرهون بلحظة المباشرة أو اللذة الآنية .
على الجانب الأخر ، خذ الأخلاق كمعادل لجمال الروح ، بما تحويه من رحمة ، وعطف ، وتعاون ، وأدب ، وغيرها من الخصال الحميدة. كم من الناس تمنحهم السعادة ، دون أن يكون لعامل الزمن أثر على امتدادها في عمق الزمان ، أو يمنع من شمولها و تمددها عائق المكان. الحب من هذا النوع يتجاوز الجسد .. ليعانق الروح في أفقها السرمدي .
جمال الروح يمكن أن يوجد في الرجل ، وفي المرأة ، وفي الأبيض و الأسود ، والشيخ والطفل . أما الجمال المادي .. في الجسد .. في المحسوس .. فلا . إنه امتياز خاص ، لفئة محدودة من الناس اختارها الله ، لحكمة يعلمها هو سبحانه .
الحب على أساس من الروح يفتح المجال واسعاً للترقي في مدارج الكمال، فارتباط الروح بالذات العليا، يمنحها القدرة على الإبداع والتسامي .. والزيادة . فنحن نستطيع أن نكون أكثر رحمة، وأكثر عطفا ً، وأكثر تسامحاً مرة بعد مرة، مدفوعين بالحب الأسمى .. حبه سبحانه وتعالى.
لكننا لا نستطيع أن نكون أجمل، وأجسامنا لن تكون أكثر نضارة، وأنفاسنا لن تكون أطيب رائحة .. في كل مرة، لأن الجسد مرتبط بالأرضي الفاني، وجدير بحب كهذا أن يؤول للزوال .