منذ بداية هذا القرن بدأت مساعي المرأة للمساواة بالرجل ولكي تجتاز هذا الطريق الشاق كان عليها ان تبدأ خطوتها الاولى بتقليد الرجل في كل شيء تقلده بأعماله وتقلده بلباسه فأرتدت البنطلون والقميص والقبعة وتعرفت على السيجارة والسيجار وادمنت الجلوس في المقاهي وتدخين النارجيلة وغير ذلك من الامور الكثيرة التي كانت فيما مضى من مظاهر الرجولة فقط .
ولكن بعد ان تحقق للمرأة ما تريد واجتازت اشواطا بعيدة على طريق المساواة بدأ الرجل ذاته يستسيغ بعض الامور التي تعتبر من خصائص المرأة ..وكأن الرجال في هذا العصر باتوا يعانون من ازمة نفسية شديدة ناتجة عن فقدان عرش الذكورة فالواقع ان انغماس الرجل في الاعمال المنزلية التي كانت المرأة وحدها تضطلع بها جعله بالتالي يتقمص شخصية المرأة ، انه وهو يقوم بالطبخ والغسيل والنشر وتجهيز الرضعات للطفل الصغير ..الخ اصبح يجد نفسه بطريقة لا شعورية وقد تقمص شخصية جدته او امه وصار مختلفا تماما عن شخصية جده وابيه ، ومن ثم اصبحنا امام ظاهرة جديدة وهي ظاهرة الرجل المخنث التي بدأت تستشري بين الشباب والاجيال الجديدة ، لقد تقمص الرجل شخصية المرأة ولم يعد متمسكا برجولته وخشونته واصبحنا نرى المبالغة في استخدام مستحضرات التجميل والعطور المختلفة والمراهم التي تحافظ على نضارة البشرة تماما كما صنفت بشرة المرأة الى جافة وعادية ودهنية اضف الى ذلك السيشوار وكريمات الشعر .. الخ حتى انه لم يعد مستغربا انتشار معاهد التجميل الخاصة بالرجال والتي تساعدهم على النحافة وشد البشرة والتدليك وحمامات الساونا وغيرها حتى بات الرجل وكأنه هو الذي يسعى للمساواة بالمرأة .
وبغض النظر عن اسباب هذه الظاهرة والتي تعود بالدرجة الاولى الى اهمال المرأة الاهتمام بجمالها وفقدها للكثير من مظاهر انوثتها نتيجة انخراطها في حياتها العملية واعطاء الاولوية لها فأنه يجب ان ندق ناقوس الخطر ، ويجب ان يعود الدور الطبيعي لكل من الرجل والمرأة والذي خلقوا من اجله ،ولن يحدث ذلك الا بإسترداد الرجل طبيعته البعيدة تمام البعد عن الطراوة والنعومة عدما يعود كما كان يتسم بالقوة والحزم والصلابة والخونة والفتوة ، فأفيقوا يا معشر الرجال واعلموا ان المرأة رغم كل ما وصلت اليه ما زالت تشعر بداخلها بالضعف حتى وان تظاهرت بالقوة ، اعلموا انها ما زالت تحتاج الى رجل بمعنى الكلمة .
صحيح ان المرأة لا تحب في الرجل ان يعاملها بقسوة بالغة ولكنها تحب ان يعاملها بحزم ،والحزم حالة وسط بين القسوة والطهارة..
افيقوا يا معشر الرجال لأن المرأة هي المرأة ستظل تحن الى النمط القديم من الرجال الذي كان يتمتع بالسيطرة والخشونة والقوة ، اما الرجل المخنث فلا ولم ولن يجذب المرأة اطلاقا بل سيدفعها لاحتقاره والقيام هي بدور الرجل الذي فقد عرشه.